تمكن مسلحون أمس من الوصول إلى مبنى مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وسط بغداد، بعدما فجر انتحاريان سيارتين مفخختين. وأفادت مصادر في الشرطة أن «السيارتين كان يقودهما انتحاريان وفجرتا في شكل متزامن في ساحة الأندلس وسط بغداد، قرب مبنى مكافحة الإرهاب ومستشفى الواسطي». وأضافت المصادر أن «الإحصائية الأولية لعدد القتلى والجرحى يقدر بأربعين شخصاً. ولفتت إلى أن مسلحين استطاعوا اختراق مبنى مكافحة الإرهاب واشتبكوا مع قوات من الجيش والشرطة وصلت إلى مكان الانفجار». وأعلن الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي محاصرة انتحاريين داخل مبنى مديرية مكافحة الإرهاب. ونقلت قناة «العراقية» شبه الرسمية عن الأسدي قوله أن «الأجهزة الأمنية حاصرت إرهابيين اثنين يرتديان حزامين ناسفين داخل مبنى مديرية مكافحة الإرهاب وقتلت إرهابياً ثالثاً». وأضاف إن «الأجهزة الأمنية منعت سجناء من الفرار خلال العملية وبعضهم من قادة التنظيمات الإرهابية». ويعد مبنى جهاز الإرهاب من المباني الشديدة التحصين في بغداد وسبق أن تعرض لتفجيرات بسيارات مفخخة وانتحاريين بأحزمة ناسفة. وتطالب كتل وأحزاب بإلغاء عمل هذا الجهاز الأمني كونه غير دستوري وينفذ أوامر رئيس الوزراء نوري المالكي حصراً. وشكل الجهاز بقرار من مجلس الوزراء عام 2008 وهو مرتبط بمكتب المالكي، ويشرف على أكثر من عشرة آلاف جندي ويتألف من وحدات خاصة قادرة على مكافحة التمرد. وشهدت بغداد أمس إصابة ضابط وشرطي بانفجار عبوتين ناسفتين في منطقة الزعفرانية، فيما قتل شرطي بتفجير عبوة لاصقة في منطقة النصر والسلام غرب قضاء أبو غريب. وتزامنت التفجيرات مع مناقشة البرلمان في جلسة سرية ، تقريراً أمنياً عن التفجير الذي تعرض له مبناه نهاية العام الماضي داخل المنطقة الخضراء. واعتبرت النائب عن كتلة «التحالف الوطني» سوزان السعد تفجيرات أمس محاولة لإفشال الاجتماع الذي دعا إليه رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري لتقريب وجهات النظر. وأوضحت في بيان أن «هناك أجندات تحاول زعزعة الأمن في البلد لتعكير الأجواء السياسية «، مشيرة إلى أن «هذه الأجندات تخشى من أن تثمر دعوة الجعفري قادة الكتل وتتمكن من ترطيب الأجواء». وأضافت السعد أن «تفجيرات اليوم (أمس) تحمل بصمات الجهات التكفيرية التي تحاول إرباك البلد، لا سيما أن التحالف الوطني وأطرافاً أخرى في العراقية والتحالف الكردستاني يحاولون جاهدين التوسط بين قادة الكتل لحل المشاكل العالقة».