اعلنت اجهزة الأمن الأفغانية أمس، انها احبطت مخططاً لهجمات انتحارية تستهدف اجزاء مختلفة من العاصمة كابول، بعد عملية استمرت ست ساعات وادت الى مقتل خمسة متمردين. وقال الناطق باسم اجهزة الاستخبارات الأفغانية لطف الله مشعل، إن «القوات الحكومية اقتحمت ليلاً منزلاً في حي بول شرقي، حيث اختبأ متمردون تزودوا سترات محشوة بمتفجرات وقذائف ورشاشات ارادوا الاستيلاء على مبنى في شاريناو»، وهو حي تجاري وسط كابول. واضاف: «حصل تبادل للنار بعدما رفض المسلحون الاستسلام. وفجر احدهم سترته المحشوة بمتفجرات تواجدت ايضاً داخل شاحنة صغيرة عثر عليها قرب المنزل، والتي عاينها خبراء تفكيك الالغام». واشار الى ان منفذي الهجمات «أرادوا التخفي عبر ارتداء براقع»، الزي الخاص بالنساء الأفغانيات، والذي يغطيهن من اعلى الرأس الى اخمص القدمين. وكشف ارتباطهم ب «شبكة حقاني» بعد العثور على ارقام هواتف تعود للشبكة التي تتخذ من باكستان مقراً لها. وتعتبر الهجمات الانتحارية التي تستهدف قواعد الحلف الأطلسي (ناتو) والقنابل اليدوية الصنع التي تزرع على الطرق الوسائل المفضلة لمتمردي حركة «طالبان» الذين يقاتلون الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين منذ اكثر من عشر سنوات. وفي 15 نيسان (ابريل) الماضي، شن المتمردون ستة هجمات انتحارية متزامنة في البلاد، بينها ثلاثة وسط كابول مع بدء «هجوم الربيع» التقليدي، مستهدفين مقر البرلمان ونائب الرئيس وسفارات، ما يجعله اكبر هجوم منسق في كابول خلال عشر سنوات، علماً ان معاركه استغرقت 17 ساعة وأسفرت عن سقوط 51 قتيلاً بينهم 36 مهاجماً. وفي 22 حزيران (يونيو)، اشتبكت القوات الحكومية مع متشددين، بعد هجوم شنه مسلحو الحركة على فندق يقع على مشارف كابول. وكان الحلف الأطلسي اعلن تزايد عدد هجمات المتمردين اخيراً، وبينها نحو 3 آلاف هجوم في حزيران، الشهر الأكثر عنفاً منذ نحو سنتين. لكنه يرفض اعتبار الهجمات مؤشراً الى ضعف في القوات الحكومية أو اجهزة الاستخبارات قبل انجاز انسحاب معظم القوات القتالية الأجنبية بحلول نهاية 2014، بل يعزوها الى بدء فصل المعارك مبكراً، ثم تسريعه بعد انتهاء محاصيل الافيون الذي يعتبر من اهم مصادر تمويل المتمردين. الى ذلك، قتل جنديان من الحلف الأطلسي في انفجار عبوة ناسفة جنوبافغانستان، علماً ان تموز (يوليو) الماضي شهد زيادة في عدد قتلى القوات الأجنبية في افغانستان، والذي بلغ 260 منذ بداية السنة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا اول من امس الى بقاء الحلف الأطلسي في افغانستان بعد الموعد المحدد لانسحاب معظم قواته القتالية في نهاية 2014. وقال بوتين خلال لقاء مع قوات مظليين في مدينة يوليانوفسك الروسية: «من المؤسف ان مشاركين كثيرين في العملية العسكرية بأفغانستان يفكرون في الانسحاب. لقد تحملوا هذا العبء ويجب ان ينفذوا المهمة الى النهاية». التوتر مع باكستان على صعيد آخر، صرح وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول، بأن «الخيار الديبلوماسي فشل في منع الهجمات انطلاقاً من اراضي باكستان، لذا سننظر في خيارات أخرى لتحقيق ذلك». ودعا خلال مثوله امام مجلس الشيوخ الأفغاني الى جانب رئيس المديرية القومية للأمن رحمة الله نبيل، الى تبني موقف وطني من التوغلات الباكستانية، في حال لم تحقق الجهود الديبلوماسية الاضافية النتائج المرجوة. واشار الى اختتام الجولة الأولى من المحادثات مع باكستان حول المسألة، واستدعاء السفير الباكستاني مرات إلى وزارة الخارجية من اجل تسلم رسائل احتجاج على الهجمات التي أدت الى مقتل وجرح عشرات من الأفغان. وقال: «بحثت المشكلة مع وزيرة الخارجية الباكستانية، كما ناقش الرئيس حميد كارزاي الموضوع مع الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الحكومة رضا برويز أشرف، ولكن التوغلات استمرت». وذكّر بأن الاتفاق الاستراتيجية بين أميركا وافغانستان يقضي بدعم الولاياتالمتحدةافغانستان في حال استهدافها باعتداء خارجي، لكن الوضع لم يبلغ هذا المستوى بعد. ورأى ان القوات الأجنبية عاجزة عن حل المشكلة التي «يجب حلها عبر محادثات ثنائية». وكان مسؤولون أمنيون افغان اتهموا اول من امس الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات بالوقوف خلف الهجمات عبر الحدود في ولاية كونار شرق افغانستان، حيث قتل وجرح عشرات.