يحكى أن أعرابياً بسيط الحال لا يملك الكثير من المال، مرّ بالكثير من الأهوال، لديه زوجة جميلة أخلاقها فضيلة، ويقال إن الأعرابي جلس ذات يوم شارد الذهن واهن البدن، عيناه شاخصتان وكأن به مرض، وكانت زوجته قد لاحظت منه ذلك الأمر، وصادف أن وجدته على ذلك الحال، وأصرت أن تعرف المآل، فقالت له: قد قتلتني يا رجل، هلا قلت لي ما ألمّ بك؟ والله لو كان بيدي لرسمت السعادة وأهديتك إياها. قال: «خفي علينا يا بيكاسو»، ثم ألقى برأسه على وسادة كانت بجواره، فيما زوجته حارت به أمراً، ونظرت إليه بصمت، إلى أن اعتدل، وقال: هناك سيدة فاضلة تدعم الأنوثة، وتعمل على محاصرة العنوسة، دعت إلى تعدد الزوجات، وقالت إن ذلك من الخيرات، وإني والله قد استحسنت هذا القول، هلا توافقين أيتها السيدة؟ وأؤكد أن الأمور ستكون جيدة، ولأجعلنك أكثر سعادة، وأمام الله هذه شهادة. كشرت عن أنيابها، وقالت: تباً لك ولها، أتستبدلني لسماعك هذه الترهات؟ إنما هذا تفكير منتديات. فقال: أصبتِ إلا قليلاً، وجدت دعوتها في «تويتر»، فانتفضت وقالت: كنت أعلم أنه موقعاً أشر، ويحك يا رجل ألا تكبر، فقال لها: أتطعنين ب«تويتر»؟ لأهشتقنّك شر هشتقة، فضحكت وقالت: «ويحك يا رجل أتهددني؟ ما ضر هنبقة تلك الخنبقة...». [email protected] Saud_alrayes@