يُحكى أن أعرابياً التقى رجلاً من بلاد فارس، وكانت المرة الأولى التي يصادف فيها رجل من تلك الديار التي سقطت كالزجاج من خط الفقر إلى خط الدجاج، فبدا مستغرباً عجولاً يدفعه الفضول لمعرفة المزيد عن طبيعتهم وسبل عيشهم وسليقتهم، فسأله هل لك بالعربية أيها الغلام، فأومأ بالإيجاب مصحوباً بعجرفة لا يغطيها حجاب، فاستشاط الأعرابي غضباً! لكن الفارسي لم يدع له مجالاً للحديث وواصل: نحن قوم أشداء كالحراب على الأعداء، فقال له الأعرابي: صه، ثكلتك أمك، لم نرَ منكم سوى الرقص و«الأغاني» على رأي صاحبنا «الأصفهاني»، فطار صواب الفارسي وقال: أتعيرنا بالأغاني وفيها ما فيها من المعاني، فقال له الأعرابي: أخبرني عن الدجاج وما سببه لعقولكم من ارتجاج، فقال: لا شيء، مجرد احتجاج، إن عجزنا سنحيلها إلى نعاج ومن ثم سنأخذ بأقوال الحجاج، فضحك الأعرابي حتى استلقى على قفاه وقال: اتفتقدونه؟ انهار الفارسي وبكى حتى سالت دموعه انهاراً، وطأطأ الرأس وروى أن علماءهم بحثوا عن سلاح فتاك، فوجدوا أن الدجاج من شأنه أن يتحول إلى سلاح دمار شامل، لاسيما وأن هناك تقارباً ما بين جيناته مع نظرائه في الحرس الثوري، ويبدو أنه صدرت تعليمات من بعض «الآيات» لتشكيل وحدات من الدجاج، غرضها الحماية. صمت الأعرابي برهة وهو يعبث بشاربه وقال: إذاً لردعكم، علينا افتتاح المزيد من فروع الشواية. [email protected] @Saud_alrayes