حذّر سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي من تبنّي نظرية عجز الولاياتالمتحدة عن شنّ هجوم على بلاده بسبب برنامجها النووي، منبّهاً إلى أن الغرب سيسعى إلى إسقاط النظام في طهران، بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وحضّ على الامتناع عن «التفكير من منطلق الأحلام والخيال»، مضيفاً: «ثمة حاجة لتجنّب إطلاق شعارات والامتناع عن الاستخفاف بالعدو. لذلك يشكّل الوضع القائم فرصة وتهديداً في آنٍ». ورفض رضائي، وهو قائد سابق ل «الحرس الثوري»، حديث ساسة إيرانيين وقادة عسكريين، عن عجز واشنطن عن شنّ هجوم على طهران، قائلاً: «لا أوافق على نظرية أن الولاياتالمتحدة ليست قادرة على شنّ هجوم على إيران، إذ نحن مَنْ منعها من ضربنا. إذا لم تشنّ أميركا هجوماً علينا، فذلك لا يعني أنها لا تريده، بل لإدراكها (قدرة) إيران على شنّ هجوم مضاد». وأكد «أهمية الحفاظ على عامل الردع»، وقال: «يجب عدم السماح لأميركا أو الصهاينة بنيل فرصة لشنّ هجوم علينا». واضاف: «بعد إسقاط نظام بشار الأسد، ستسعى الولاياتالمتحدة ومعها أعداء آخرون لإيران، إلى النّيل منا. ما يحدث في سورية، والعقوبات الاقتصادية (على إيران)، ليست سوى البداية. نتمتّع باليد الطولى في سواحل البحر المتوسط، ويمتدّ خطنا الدفاعي أكثر من ألفي كيلومتر من حدودنا. وإن أراد (الأميركيون) الوصول إلى حدودنا، عليهم تسوية مشكلة الألفي كيلومتر من حدودنا المسبقة. لذلك يسعون، من خلال إطاحة الأسد، إلى إضعاف حزب الله (في لبنان) وإحباط قدرته على إطلاق صواريخ تطاول تل أبيب من على بُعدْ 70 كيلومتراً. ثم يريدون تغيير الحكومة في العراق، والتأثير في إيران. لكنهم بدأوا بفرض عقوبات على إيران، لإضعافها». ورأى رضائي أن ثمة «فجوة ضخمة بين إيران وأميركا»، مرجّحاً أن «تصبّ نتيجة الصراع في مصلحة طهران». وأشار إلى أن بلاده «أحبطت مؤامرات وشكّلت جهاز استخبارات مقتدراً جداً، يمكنه السيطرة على الأوضاع خارج حدودنا، وجمع معلومات من داخل المجتمع الأميركي». في غضون ذلك، اعتبر رئيس المصرف المركزي الإيراني محمود بهمني أن تشديد الغرب عقوباته على طهران «ليس أقل من حرب عسكرية» تتطلّب أساليب جديدة لمواجهتها، من خلال تدابير اقتصادية مضادة. وأضاف: «شكّلنا مركز عمليات في المصرف المركزي، يجتمع كل يوم، ومهمته إدارة العقوبات»، من خلال «شنّ حرب اقتصادية، لأننا من دون ذلك سنواجه صعوبات وعقوبات». لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصف العقوبات النفطية المفروضة على بلاده بأنها «سخيفة»، داعياً إلى وقف تصدير النفط الخام والتركيز على بيع منتجات مكررة. إلى ذلك، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مبعوثي الرئيس الأميركي باراك أوباما حملوا رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقادة المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية، تفيد بأن واشنطن سترى في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية لإيران «تجاوزاً لخط أحمر لا يمكن الولاياتالمتحدة تحمّله».