طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - تبنى مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني إجراءً أمس، يمنع التعامل غير الرسمي بالريال، وذلك بعد تراجع قياسي للعملة الإيرانية في مقابل الدولار الأميركي، إثر فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على المصرف المركزي الإيراني. وفقد الريال نحو 20 في المئة من قيمته، إذ بلغ نحو 18 ألفاً في مقابل الدولار، قبل تحسنه قليلاً بعد تدخل المصرف المركزي الأسبوع الماضي. والسعر الرسمي للريال في مقابل الدولار، هو 14 ألفاً، لكنه يبلغ نحو 17 ألفاً في السوق المفتوحة. وفي جلسة خاصة لمناقشة أزمة العملة، أقرّ النواب إجراءً يفرض عقوبات قانونية على من يبيعون العملات الأجنبية، خارج مكاتب الصيرفة الرسمية والمصارف، حيث يمكن إخضاع الأسعار لقيود حكومية. ويستهدف الإجراء تجار العملة الذين يلوّحون بأوراق العملة في شوارع طهران. لكنه لن يؤثر فوراً في السعر الذي يدفعه معظم الإيرانيين لشراء الدولار، حتى في مكاتب الصيرفة المرخصة، إذ يباع بسعر يزيد 40 في المئة على «السعر المرجعي» للمصرف المركزي. وشن نواب هجوماً على الرئيس محمود أحمدي نجاد، إذ قال النائب غلام رضا مصباحي مقدم: «التذبذب الحاد في سعر صرف العملات الأجنبية، سببه الإدارة الضعيفة للمصرف المركزي والحكومة التي أهملت سوق العملات الأجنبية». وأضاف مصباحي مقدم، وهو رئيس لجنة خاصة للإصلاح الاقتصادي: «علينا وضع إدارة المصرف المركزي، في أيدي رجل كفؤ»، ذلك في إشارة إلى حاكم المصرف المركزي محمود بهمني، والذي تعرّض لانتقادات بسبب امتناعه عن حضور جلسة البرلمان. أتى ذلك بعدما نقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن إبراهيم درويش، نائب محافظ المصرف المركزي، نفيه شائعات عن استقالة بهمني، بعد تراجع قياسي للريال في مقابل الدولار. اسفنديار رحيم مشائي في غضون ذلك، أعلن النائب المحافظ البارز أحمد توكلي أن البرلمان قد يستجوب وزير الخارجية علي أكبر صالحي في شأن 96 رحلة إلى الخارج، أجراها في السنوات الماضية اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، غالبيتها بوصفه رئيساً لمنظمة التراث الثقافي والسياحة. وأشار توكلي إلى أن مشائي الذي يتهمه أنصار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، بتزعم «تيار منحرف» يستهدف تقويض نظام ولاية الفقيه، التقى خلال إحدى زياراته سفيراً أميركياً سابقاً لدى إسرائيل. لكن الرئاسة الإيرانية نفت حدوث اللقاء، معتبرة ذلك «شائعة خبيثة» تستهدف «التغطية علي الخدمات التي تقدمها الحكومة للشعب، وإرباك الرأي العام». وشددت على أن ذلك «يتعارض مع مصالح الأمن القومي الإيراني»، مشيرة إلى أنها «تحتفظ بحق الملاحقة القانونية». نجاد يبدأ جولة لاتينية في غضون ذلك، بدأ نجاد في كراكاس أمس، جولة تستمر خمسة أيام وتشمل فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والإكوادور، وهي دول معادية للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية واقتربت أخيراً من إيران، خصوصاً فنزويلا الذي زار رئيسها هوغو تشافيز طهران تسع مرات خلال سنوات حكمه ال 13. ويرافق نجاد في جولته وفد بارز يضم خصوصاً وزير الخارجية علي أكبر صالحي والاقتصاد شمس الدين حسيني والصناعة والتجارة والمناجم مهدي غضنفري والطاقة ماجد نامجو. وقال نجاد قبل مغادرته طهران متوجهاً إلى كراكاس: «علاقاتنا مع دول أميركا اللاتينية جيدة جداً وتتطور. ثقافة شعوب هذه المنطقة ومطالبها التاريخية، مشابهة لمطالب الشعب الإيراني. إنها شعوب ترفض الاستعمار، لذلك تقاوم نظام الاستكبار الذي يعتبر أميركا اللاتينية منطقة نفوذه، معتقداً أن في إمكانه أن يفعل فيها ما يشاء، لكن شعوب هذه المناطق نهضت وتتصرف في شكل مستقل». وأضاف: «في هذه الدول الأربع، سنناقش مسائل إقليمية ودولية ورغبة نظام الهيمنة (الولاياتالمتحدة) في التدخل في شؤون الدول الأخرى ووجوده العسكري» في العالم. ووصف نجاد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ب «بطل النضال ضد الاستكبار»، معتبراً انه يعمل من أجل «وقف التبعية السياسية والاقتصادية لأميركا اللاتينية» إزاء الولاياتالمتحدة. كما أشاد ب «الشعب الثوري في نيكاراغوا، والذي تُعتبر ثورته توأماً للثورة الإيرانية». وأعلن أنه سيدشن مشاريع ويوقع عقوداً جديدة، مع الدول الأربع. وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت أن «النظام (الإيراني) يشعر بضغط متزايد (من المجتمع الدولي)، ويبحث يائساً عن حلفاء في أماكن له فيها مصالح، لإيجاد أصدقاء جدد»، مضيفة: «نوضح لدول العالم أجمع، أن الوقت ليس مناسباً لتعزيز علاقاتها مع إيران، سواء الاقتصادية أو الأمنية».