واشنطن، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب - تجنب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تحديد موعد لاستنئاف المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني، فيما اعتبرت واشنطن ان القيادة الإيرانية «أُخذت على حين غرّة» لجهة «التكاليف الباهظة» للعقوبات. وقال نجاد: «على الادارة الاميركية الاعتراف بأن ايران قوة كبرى. نعتبر اننا قوة انسانية وثقافية، وبالتالي اصدقاء للامم الاخرى. لم نسعَ يوماً الى الهيمنة على آخرين، او انتهاك حقوق اي دولة اخرى». وأضاف في حديث لوكالة «اسوشييتد برس» في نيويورك: «اولئك الذيم يصرّون على عدائنا، يقتلون ويدمرون خيار الصداقة معنا مستقبلاً، وهذا مؤسف اذ من الواضح ان المستقبل هو لايران ومعاداتها لا جدوى منها». وزاد: «لا نخاف الاسلحة النووية. لو اردنا صنع قنبلة ذرية، نحن من الشجاعة بأن نعلن رغبتنا في ذلك. لكننا لا نفعل ذلك مطلقاً، ونقول بوجوب تدمير ترسانة القنابل النووية» في العالم. وشدد نجاد على ان العقوبات لا تؤثر على بلاده، قائلاً: «لو كانت فاعلة، لما كنت أجلس هنا الآن». وذكّرت الوكالة نجاد بتأكيده في تموز (يوليو) الماضي، ان المحادثات ستبدأ في ايلول (سبتمبر)، لكنه تجنب الردّ على ذلك، واعطاء اي جدول زمني لمفاوضات محتملة. وقال: «لم نضع قيوداً على المفاوضات. اذا قالوا لنا (الغرب) رسمياً ان ثمة اجتماعاً مشتركاً، سنستعد لذلك». وكرر شروطه الثلاثة للتفاوض: ان تحدد الدول الست هل تريد «ايجاد ظروف لمزيد من الصداقة او لمزيد من المواجهة»، ومدى التزامها تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي، و «رأيها في امتلاك الكيان الصهيوني قنابل نووية». لكنه استدرك مؤكداً ان «ردهم (على هذه الاسئلة) لا يمنع استئناف المفاوضات، لكنه يحدد بالتأكيد اطار المحادثات لدى استئنافها». والتقى نجاد في نيويورك الرئيس العراقي جلال طالباني والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي دعا ايران الى ان «تلتزم في طريقة بناءة بالمفاوضات» مع الدول الست «للتوصل الى اتفاق» وفقاً لقرارات مجلس الامن. وشدد بان ايضاً على «اهمية احترام الحريات الاساسية والحقوق السياسية» في ايران. في غضون ذلك، اعتبر رئيس الاركان الايراني الجنرال حسن فيروز آبادي ان شن اسرائيل أي هجوم على ايران «ضرب من الجنون». وقال في مراسم تخريج دفعة من طلاب الكلية العسكرية: «ايران لا تريد حرباً مع اميركا واسرائيل، لكن الاعتقاد السائد ان الظروف الدولية والاقليمية لا تسمح للولايات المتحدة واسرائيل بشن أي عدوان». يأتي ذلك في وقت أعلن وزير الدفاع الايراني الجنرال احمد وحيدي ان القوات المسلحة ستُسلّم اليوم «الجيل الثالث من صواريخ فاتح 110»، في ذكرى الحرب العراقية - الايرانية. وتنظم القوات المسلحة الايرانية عرضاً عسكرياً غداً، لمناسبة ذكري الحرب. الي ذلك، اعلن محافظ المصرف المركزي الايراني محمود بهمني ان طهران ستسحب أرصدتها المالية من المصارف الاوروبية التي لا تتعامل بلدانها «في شكل جيد» مع ايران. في المقابل، قال ستيوارت ليفي مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: «تفرض الإجراءات المالية التي اتخذتها الولاياتالمتحدة وأطراف أخرى في العالم، تكاليف باهظة وقيوداً على إيران». وأضاف في خطاب أمام «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» الذي يتخذ واشنطن مقراً له: «نعتقد أن القيادة الإيرانية أُخذت على حين غرة، من سرعة الإجراءات الجديدة وكثافتها ومداها، وأساءت تقدير قوة إرادة المجتمع الدولي». وزاد ان الضغوط على إيران «أوجدت ورقة ضغط للديبلوماسية»، مضيفاً: «تلقينا تقارير بأن النظام (الإيراني) قلق جداً من تأثير هذه الإجراءات، وخصوصاً على النظام المصرفي وآفاق النمو الاقتصادي». وزاد: «حتى قبل الرزمة الأخيرة من العقوبات، كان مناخ الاستثمار في إيران قاتماً. والآن وبسبب الإجراءات الجديدة وعدم استعداد المؤسسات المالية وشركات التأمين وشركات النفط الكبرى لتنفيذ مشاريع في إيران، اصبحت أوضاع الاستثمار هناك أكثر قتامة».