رأس نائب وزير الدفاع السعودي رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز امس، الاجتماع السابع عشر لمجلس أمناء المؤسسة في قصر الخالدية بمحافظة جدة. وافتتح الأمير خالد الاجتماع بكلمة قال فيها: «نلتقي في ثاني اجتماع سنوي يغيب عنه مؤسسها، نجتمع ونحن نستظل بالمبادئ التي أرساها الغائب الحاضر، الغائب جسده الذي أفناه في فعل الخير وحب الناس والسعي إليهم والرحمة بهم، فالراحمون يرحمهم الله، ومن لا يرحم لا يُرحم، والحاضر بأعماله التي ترفرف فوق كل موقع زرع فيه أملاً ومسح عنه دمعة أو وضع على الشفاه بسمة أو أعان على مصاعب الدنيا وشقائها، من دون منة أو أذى، إنما ابتغاء لوجه الله تبارك وتعالى وطمعاً في رضاه». ثم دشّن الأمير خالد الموقع الإلكتروني للمؤسسة بعدما انجز مشروع تحديثه وترجمته إلى اللغة الإنكليزية وأضيفت صفحات جديدة منها صفحة المرئيات التي تضم أفلاماً توثيقية عن المؤسسة ومشاريعها المختلفة، ليواكب الموقع الفورة المعلوماتية وتطوير وسائل الاتصالات والتواصل الحديثة، كما شملت عملية التحديث أيضاً التنسيق العام للموقع ليسهل على المتصفح الوصول إلى أي معلومة يبحث عنها. عقب ذلك استعرض مجلس أمناء المؤسسة المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع والتي شملت استعراضاً لإنجازات المؤسسة خلال الفترة الماضية ومراجعة الموازنة العامة وإقرار الموازنة التقديرية للعام 2013. وكانت المؤسسة قطعت خطوات طموحة خلال الفترة الماضية وحققت الكثير من الإنجازات التي جاءت متوازنة مع رسالتها في «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، ومنحت الأولوية للرعاية الصحية في برامج التنمية الشاملة التي تنفذها على مستوى المملكة حيث تُعد مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية المرتكز الرئيس لجهود المؤسسة في مجال تقديم وتطوير الرعاية الصحية. وتمكنت المدينة خلال العام الماضي من تعزيز مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية كمركز تشخيصي وعلاجي وتأهيلي وتدريبي وحققت أرقاماً غير مسبوقة في ما يتعلق بأعداد المستفيدين من خدماتها كما انفردت بتبني العديد من برامج التأهيل المبتكرة لتتوج بها منظومة خدماتها. وحققت المدينة الكثير من نجاحات رائدة في مجال أعمالها منحتها العديد من الاعتمادات والجوائز الإقليمية والعالمية ومع تضاعف أعداد المتطلعين لخدمات المدينة تنامى دور الصندوق الخيري لمعالجة المرضى بالمدينة ليلبي احتياجات الحالات غير القادرة. وبالتوازي مع البرامج الخاصة للمؤسسة في مجال الرعاية الصحية تعددت المشاريع التي حظيت بدعم المؤسسة في هذا القطاع لتشمل مركز الأمير سلطان لعلاج وجراحة القلب بالخرج ومركز التأهيل الشامل بحفر الباطن. كما تولت المؤسسة بناء عدد من مراكز الرعاية الصحية ضمن مشروع الإسكان الخيري وتوفير الدعم المادي والتقني لعدد من مراكز الرعاية الصحية الخاصة. وانطلاقاً من أهمية العلم والتعليم في بناء الإنسان، ولكونهما - كما رأى الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله - «سبباً للرقي في الدين والدنيا»، أولت المؤسسة هذا المحور أولوية قصوى وتبنت برنامجاً متكاملاً تتعدد فروعه وأنشطته لتشمل المنح الدراسية، حيث واصلت بالتعاون مع الجامعات المحلية والإقليمية دورها في توفير الفرص التعليمية لأبناء وبنات الوطن من خلال اتفاقاتها مع عدد من الجامعات، واستفاد من تلك البرامج والمنح الدراسية 630 طالباً وطالبة. كما واصلت المؤسسة برنامجها في تحديث وتطوير المؤسسات العلمية والتعليمية القائمة، وتبني إنشاء المكتبة المركزية للكتب الناطقة التابعة للأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم. وحقق برنامج المؤسسة للكراسي العلمية بالتعاون مع عدد من الجامعات المحلية وفي مقدمها جامعة الملك سعود الكثير من أهدافه الوطنية، كما استفادت الجامعات التي وقعت معها المؤسسة اتفاقات دعم كراسٍ علمية من علاقة التعاون مع المؤسسة، حيث عملت جامعة الملك سعود بالرياض بالتعاون مع جامعة ميسوري للعلوم والتقنية بالولايات المتحدة الأميركية على عقد شراكة تعليمية تشمل برامج للدراسات العليا والتبادل المعرفي ونقل التقنية ساهمت المؤسسة بفاعلية في تحقيقها. وحققت المؤسسة حضوراً فاعلاً في مجال دعم الإصدارات العلمية وتبني إعداد وطباعة العديد من الإصدارات والأبحاث التي أثرت المكتبة العربية. وشهد العام المنصرم خطوات ملموسة في العديد من البرامج والمشاريع ومنها برنامج المؤسسة للإسكان الخيري، وهو البرنامج الوطني الذي يستهدف إيجاد بيئة عمرانية حضارية مكتملة الخدمات والمرافق للفئات المحدودة الدخل، بما يساهم في إتاحة الفرصة لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. وتواصلت الأعمال الإنشائية في مشاريع البرنامج لتضيف نحو 300 وحدة جديدة ليصل عدد وحدات البرنامج حتى الآن إلى 1246 وحدة بتكلفة إجمالية تزيد على 385 مليون ريال، كما تم تفعيل المجلس التنسيقي للمؤسسات الخيرية الذي يهدف إلى تنمية وتطوير آليات العمل الخيري في المملكة وتعظيم دوره في تحقيق التنمية المستدامة وإيجاد آلية من التكامل والتنسيق بين جهات العمل الخيري تعظيماً لدورها في خدمة المجتمع المحلي حيث ساهمت المؤسسة بتطوير أداء المجلس التنسيقي لأعمال المؤسسات الخيرية الذي كان تم تأسيسه من قبل المؤسسة وكل من مؤسسة الملك خالد الخيرية ومؤسسة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد الخيرية. كما ساهمت المؤسسة من خلال المجلس التنسيقي لأعمال المؤسسات الخيرية في إعداد مشروع إستراتيجية وطنية للتنمية الاجتماعية تتضمن محاور عدة حول آليات تطوير العمل الاجتماعي والخيري في المملكة، وتدريب الكفاءات البشرية العاملة في هذين المجالين وتبادل الخبرات وتعضيدها رغبة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لتصل إلى مناطق المملكة كافة بما يواكب تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وتلبيةً لتوجيهات المؤسس بأن يكون للمؤسسة دور فاعل في دعم ومساندة الجهود الوطنية في مجال المسؤولية الاجتماعية، قامت المؤسسة بتفعيل فريق المسؤولية الاجتماعية الذي كانت المؤسسة شكلته، حيث يضم في عضويته ممثلي العديد من الجهات والمؤسسات والشركات والغرف التجارية من مختلف مناطق المملكة ويعد بمثابة هيئة مرجعية استشارية تساهم في ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية. وساهم الفريق خلال الفترة الماضية في ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية وطنياً ودعم ومساندة المؤتمرات والملتقيات الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية، كما ساهم في تشجيع الغرف التجارية لتأسيس مجالس للمسؤولية الاجتماعية. وشاركت المؤسسة في تنظيم العديد من المؤتمرات العلمية والملتقيات يتمثل أبرزها في تنظيم المؤسسة بالتعاون مع وزارة الصحة الملتقى الأول للجمعيات الصحية الخيرية الذي يعد أول ملتقى لتبادل الخبرات وتكامل البرامج والأنشطة وتنسيقها بين مختلف قطاعات العمل الخيري المتخصص في الشأن الصحي ونظمت المؤسسة بالتعاون مع جامعة الملك سعود ورشة عمل دولية لتطوير أقسام التربية الخاصة بالمملكة شارك فيها خبراء محليون وعالميون متميزون. وتبنّت المؤسسة العديد من مشاريع العمل الخيري الناشئة. ومن تلك الأفكار التي تحولت إلى منشآت خيرية فاعلة في خدمة المجتمع المحلي وكان للمؤسسة مساهمة بارزة في دعم جهودها في مراحل التأسيس: «الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر» و»مؤسسة حصة السديري الخيرية» و»جمعية مودة الخيرية النسائية لقضايا الطلاق» و»الجمعية السعودية للمحافظة على التراث». ويتمثل ذلك الدعم في تقديم المشورة والمشاركة في إعداد هيكل المؤسسات التنظيمي ولوائحها وبرامجها، وتوفير الدعم والخبرة لها إضافة إلى تطوير الأنظمة والتشريعات الخاصة بها. كما شاركت المؤسسة في مساندة جهود وزارة التربية والتعليم المرتبطة ببث الوعي بين طلاب التعليم العام. وشاركت المؤسسة في اللقاء السابع لمؤسسي «مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة»، وكان لها حضور أيضاً في حلقات النقاش التي نظمها كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث خصصت إحداها لبحث «دور البحث العلمي في تطوير أداء الجمعيات الخيرية». كما شاركت المؤسسة في إعداد الندوة العلمية الأولى في ممارسات الخدمة الاجتماعية مع المعوقين (الحقوق والرعاية) التي استضافتها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بهدف رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للمرضى وتزويد الاختصاصيين العاملين في مجالات رعاية المعوقين بالمهارات والأدوات التي ترفع من كفاءتهم وتعزز من قدراتهم. وعلى صعيد التصدي لقضية الإعاقة، تبنت المؤسسة إستراتيجية متعددة المحاور، تشمل توفير برامج رعاية تأهيلية متقدمة والعمل على توفير الكوادر الوطنية المتخصصة العاملة في مجالات التدريب والتأهيل وتقديم الدعم المادي والتقني لمراكز الرعاية والمؤسسات البحثية والتعليمية والخدمية. وفي مجال التواصل الحضاري والحوار مع الآخر، تفردت المؤسسة في تبنيها برنامجاً علمياً للتواصل والحوار مع الثقافات والحضارات الأخرى بهدف الاستفادة من رصيد خبرات المجتمعات وأيضاً تصحيح الصورة الذهنية السلبية عن العالمين العربي والإسلامي من خلال اتفاقات وأطر للتعاون مع جامعات عالمية ومنظمات دولية مرموقة، إضافة إلى تبني عدد من المراكز الدولية في هذا المجال في مقدمها برنامج سلطان بن عبدالعزيز للعلوم العربية والإسلامية بجامعة كاليفورنيا - بيركلي بالولايات المتحدة الأميركية، وقسم اللغة العربية بجامعة موسكو بروسيا، إضافة إلى برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية بمنظمة «يونيسكو» من خلال ترجمة المحتوى العربي لموقعها على شبكة الإنترنت، إضافة إلى ترجمة الأبحاث والمؤلفات ومحاضر الجلسات والاجتماعات والتقارير الميدانية وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية بمنظمة «يونيسكو» لإصدار النسخة العربية من الكتاب الضخم «الفلسفة: مدرسة الحرية»، وكذلك إصدار الطبعة الثانية من «مجموعة الموارد التدريبية لبلدان الأراضي الجافة»، ودعم أعمال المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) في مجال نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة واللغة العربية. كما سخّرت المؤسسة التقنية في خدمة المشاريع التنموية حيث برزت مشاريعها لتوظيف التقنية في تسهيل حياة الناس وتطوير الخدمات المقدمة لهم، ومن ذلك برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونيت)، ودعم نظام البوابات الإلكترونية والبنية التحتية لشبكة المعلومات بوزارة التعليم العالي وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ووزارة التربية والتعليم من خلال المساهمة في تنفيذ مشروع مدارس «تطوير» الذكية.