قال مصدر قريب من جهود الوساطة في سورية إن الوسيط الدولي كوفي أنان مازال يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة رغم كونه «كبش فداء» ويجد نفسه ملاماً من أطراف الأزمة والجهات الدولية التي بدأت تشكك في إمكانية نجاح خطته للحل وتريد تعديلات جوهرية عليها. يأتي ذلك فيما قال الجنرال روبرت مود الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سورية إن سقوط الرئيس بشار الأسد ما هو إلا «مسألة وقت»، إلا أن سقوطه لن يحل المشكلة. وقال مصدر مقرب من الوسيط الدولي إن أنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتمعا في لندن أمس لبحث مستقبل جهود الوساطة وبعثة المراقبة التابعة للمنظمة الدولية. وأضاف أن «مجموعة العمل» الخاصة بسورية قد تعاود الاجتماع قريباً لكن ليس على المستوى الوزاري. ووصف المصدر استخدام الفيتو الأخير لمنع قرار بمجلس الأمن الدولي بشأن سورية بأنه «كارثة» لكنه قال إن من المشجع رؤية التقاء شخصيات معارضة وإن كان الأمر يتطلب منها «الإسراع» بتشكيل مجموعة متماسكة. وقال مود إن سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد ما هو إلا «مسألة وقت»، إلا أن سقوطها لن يحل المشكلة. وفي تصريحات إلى الصحافيين في أوسلو أمس قال الجنرال النرويجي الذي غادر دمشق في 19 تموز (يوليو) «سقوط نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية المفرطة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين ليس إلا مسألة وقت في رأيي». وتابع «في كل مرة يقتل فيها 15 شخصاً في قرية ينضم 500 آخرون إلى المتعاطفين 100 منهم تقريباً مقاتلون». لكن مود قال إن الأسد سيكون في مأمن على الأرجح على المدى القصير لأنه يمتلك القدرة العسكرية التي تجعله بمنأى عن المقاتلين وإن سقوطه في نهاية الأمر قد يستغرق شهوراً أو أعواماً. وأضاف «من المحتمل جداً أن (يصمد) على المدى القصير لأن قدرات الجيش السوري العسكرية أقوى بكثير جداً من قدرات المعارضة». وأضاف «في اللحظة التي نرى فيها تشكيلات عسكرية أكبر تترك صفوف الحكومة لتنضم للمعارضة سيكون هذا إيذاناً ببدء تسارع الخطى... وهذا قد يستغرق شهوراً أو أعواماً». وأضاف أن «دائرة العنف وعدم التكافؤ في ردود فعل النظام وعجزه عن حماية المدنيين، تجعل أيامه معدودة لكن هل سيسقط بعد أسبوع أو عام؟ هذا سؤال لا أجرؤ على الإجابة عنه». وتابع أن الإطاحة بنظام تقاتله حركة تمرد ما زالت منقسمة وفي موقع عسكري ضعيف «لا تعني ضرورة نهاية الحرب الأهلية... الكثيرون يعتقدون انه إذا سقط بشار الأسد أو إذا ما منح خروجاً مشرفاً ... تحل المشكلة. هذا تبسيط للأمور يجب الحذر منه»، مؤكداً أن «الوضع يمكن أن يتدهور اكثر» بعد سقوط النظام. وشدد «من جانب آخر من المهم أيضاً القول انه من المستحيل تصور سورية في المستقبل مع بقاء من يمسك فيها حالياً بالسلطة». وغادر مود سورية بعد انتهاء أجل مهمته التي امتدت 90 يوماً. وتجدد التفويض لمدة 30 يوماً في 20 تموز(يوليو) وحل محله اللفتنانت جنرال بابكر جاي الذي تولى عمله بالفعل في سورية. ولم يتمكن مود الذي رأس بعثة تضم 400 فرد من وقف العنف المتصاعد وقال إن مجموعات منظمة مزودة بمدفعية وقذائف مورتر وتشكيلات آلية مسؤولة عن جانب من العنف في القرى السورية.