على رغم أن أربع سنوات فقط مضت على دورة بكين الأولمبية، تبدو كأنها تنتمي إلى ماض بعيد إذا قورنت التغطيات التلفزيونية لتلك الألعاب مع ما تنوي «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) تنفيذه في نقلها الحدثَ الرياضي الأكبر الذي سينطلق في العاصمة البريطانية لندن مساء اليوم. فالمؤسسة الإعلامية البريطانية الأقدم في العالم تستعد لتعكس تغطياتُها الألعابَ آخِرَ ما وصلت اليه التكنولوجيا الإعلامية، على أمل أن تصل وتناسب أهواء مشاهدة جديدة حول العالم وتقاليدها، فهي وعدت مثلاً بأنها لن تفوّت دقيقة واحدة من أي لعبة ضمن برنامج المسابقات، وأنها ستنقلها كلها بنظام الدقة العالية (HD) إلى المشاهدين في بريطانيا والعالم، ومن تتوافر لهم الإمكانات التقنية لمشاهدة التلفزيون بنظام «حسب الطلب»، سيتمكنون من متابعة أي فعالية رياضية في شكل مباشر بالضغط على زر خاص في تلفزيوناتهم، وسيكون باستطاعتهم، ووفق النظام عينه، التنقل بين مباريات تجرى في وقت واحد عبر القنوات المتخصصة. كذلك ستنقل «بي بي سي» عبر موقعها الإلكتروني الخاص نقلاً حياً لكلَّ الألعاب الرياضية، كما ستقدِّم معلومات عن مواد الفيديو المسجلة التي تنشر على الموقع الإلكتروني، لتساعد المتصفح على معرفة الوقت الذي وقعت فيه أحداث مثيرة في تلك المباريات والمسابقات. وللمرة الأولى، تنقل «بي بي سي» الألعاب بالوسائط الإعلامية المتوافرة كلها، إذ ستتاح الإمكانات لمشاهدة الألعاب عبر الهواتف الذكية، والكومبيوترات اللوحية (آي باد) فضلاً عن أجهزة الكومبيوتر العادية. وستتحول قناة «بي بي سي الأولى»، التي تُعَدّ الأهمَّ في بريطانيا من حيث عدد المشاهدين والمساحات التي يصل إليها بثها في بريطانيا وأوروبا، قناةً رياضية بالكامل تقريباً، اذ ستبدأ نقل أحداث الأولمبياد ومبارياته منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، وستنضم اليها قناة «بي بي سي الثالثة»، التي تتوجه إلى الشباب، وستنقل الأحداث الأولمبية أيضاً ولأكثر ساعات اليوم. كما ستقوم «بي بي سي»، وللمرة الأولى، بنقل حي لفعاليات مختارة من الأولمبياد بنظام الأبعاد الثلاثة، الذي سيبث عبر قنوات خاصة في بريطانيا وأوروبا. وينتظر كثيرون حول العالم حفلة الافتتاح التي يشرف عليها المخرج السينمائي البريطاني المعروف داني بويل (مخرج فيلم «المليونير المتشرد» وفيلم «127 ساعة» وغيرهما)، فحفلات الافتتاح الأولمبية تستأثر منذ سنوات باهتمام متصاعد، لجذبها أعلى عدد من المشاهدين، كما أن الأنظار ستركز بشدة على ما يقوم به بويل، خصوصاً أن حفلته تأتي بعد فضيحة الألعاب السابقة في بكين، وما يقال عن الخدع البصرية التي نفذها الفريق الصيني الذي وقف خلف الألعاب وزعم أنها حقيقة. وتستعد قنوات «بي بي سي» التلفزيونية الأخرى لعرض حزمة برامج خاصة ومسلسلات، منها حلقات تسجيلية بعنوان «قصة الشعلة الأولمبية البريطانية»، عن رحلة الشعلة عبر بريطانيا، ويقدم البرنامج قصصاً مؤثرة لحاملي الشعلة أو الذين كانوا ينتظرونها في شوارع المدن. وهناك برنامج آخر بعنوان «أسرع، أعلى، أقوى»، الذي يعود إلى التاريخ ليستعيد أحداثاً مهمة وعصيبة مر بها رياضيون حول العالم في مشاركاتهم في دورات أولمبية سابقة. ويقدّم مسلسل «بيرت أند ديكي» قصة حقيقية من عام 1948، في الأولمبياد الذي نظم في لندن أيضاً، عن صديقين من خلفيات اجتماعية متباينة يشتركان بفريق واحد للتجذيف. ولن يترك الكوميديون البريطانيون مناسبة الأولمبياد تمر من دون سخرية، اذ يعرض منذ أسابيع مسلسل «2012»، الذي يقدم بأسلوب البرنامج التسجيلي الملفق، استعدادات الفريق الإعلامي الخاص بالألعاب الرياضية.