أكملت غالبية القنوات الأميركية استعداداتها لدورة برامج الخريف التي ستشهد عرض مسلسلات جديدة في مقابل أخرى ستودع المشاهدين بعد سنوات طويلة على الشاشة، فيما ستعود غالبية المسلسلات والبرامج التي تعرض حالياً على الشاشات بمواسم جديدة. والحال ان إدارات القنوات الاميركية تتمسك بأي بصيص من النجاح لأي مسلسل، حتى تتجنب المغامرة باستبداله بآخر جديد، ستكون كلفته اكبر بكثير من تقديم جزء جديد من مسلسل معروض، كان قد تم بالغالب التعاقد المالي مع كتابه وأبطاله لمواسم قبل انطلاقه الأول، وهو الأمر الذي يعني بالعادة توفيراً كبيراً للاموال، بخاصة اذا تمت الاستعانة بممثلين غير معروفين سيكونون ممتنين للحصول على اي فرصة للعمل، ولا يبالون بالأجر غير المرتفع الثابت لسنوات مقبلة. ومن المسلسلات التي لن تعود في الدورة الخريفية، مسلسل قناة «أي بي سي» الشهير «ربات بيوت يائسات»، ومسلسل قناة فوكس «هاوس»، كما سيتوقف مسلسل قناة «أي بي سي» «بان أم» بعد موسم واحد من عرضه بسبب ضعف الاقبال على مشاهدته رغم التكاليف الكبيرة للموسم الاول الذي يقدم قصصاً عن مضيفات طيران خطوط اميركية شهيرة في الستينات من القرن العشرين، وستكتفي قناة «سي بي أس» بعرض مسلسلي التحري «سي أس أي» الخاصين بنيويورك ولاس فيغاس ولن تنتج جزءاً جديداً من المسلسل الذي تدور احداثه في مدينة ميامي الاميركية. وتتنوع المسلسلات التي ستقدم للمرة الاولى في الخريف، فقناة «سي بي أس» ستعرض مسلسل «الاساسي» الذي كلف القناة اموالاً كبيرة وانتقادات بتقليد مسلسل بريطاني عرض قبل عامين. اذ تتابع القصة تحرياً ومساعده وهما يطاردان المجرمين في مدينة نيويورك الاميركية في احداث ومناخ يشبهان قصص المحقق البريطاني الشهير شارلوك هولمز ولكن بروح عصرية. كما تستعد قناة «أن بي سي» للموسم الخريفي بثلاثة مسلسلات جديدة، احدهما سيجلب الانتباه بسبب وقوف الكاتب جي جي أبرامز خلفه، وهو الذي ابتكر مسلسل «ضياع» (Lost). والمسلسل الجديد الذي يحمل عنوان «ثورة» سيقدم قصة من عالم الغرب الاميركي (الويسترن). كذلك ستقدم القناة مسلسلين كوميديين جديدين هما: «1600 بيين» عن حياة عائلة رئيس متخيل للولايات المتحدة، و«غو أون» عن مقدم برامج رياضية يواجه مشاكل بعد طلاقه، تجبره على التوجه الى العلاج النفسي الجماعي. ويجسد دور المقدم، الكوميدي ماثيو بيري الذي كان احد ابطال مسلسل «الاصدقاء». وستقدم قناة «اي بي سي» اربعة مسلسلات جديدة، اثنان منها دراميان هما: «الملاذ الأخير» عن حياة فريق احدى الغواصات الاميركية، و «ناشفيل» عن قصص تدور في احدى القرى الاميركية. أما الآخران فكوميديان وهما: «666 بارك افنيو» عن زوجين بقدرات خارقة يعيشان في نيويورك و «الجيران» عن عائلة تنتقل الى حي مليء بالكائنات الفضائية والغريبة. وستقدم قناة «فوكس» مسلسلاً درامياً جديداً يحمل عنوان «طبيب الرعاع» عن علاقة دكتور شاب مع زعيم مافيا، والمسلسل الكوميدي «مشروع ميندي» عن يوميات سياسية شابة لا تلتزم بالاعراف الاجتماعية السائدة، ومحاولاتها ايجاد الشريك العاطفي المناسب. واذا كانت القنوات الاميركية التي تبث عبر اشتراك خاص («اتش بي او»، «شوتايم»، «أي أم سي») اقل حساسية بسبب جمهورها المحدود قياساً الى القنوات الاميركية الاخرى، لتراجع معدل مشاهدة برامجها المعروضة، فإنها هي الاخرى اعدت مجموعة من المسلسلات الجديدة. وستعرض «اتش بي او» مسلسلاً جديداً للكاتب آرون سوركين صاحب المسلسل السياسي الشهير «الجناح الغربي». ويحمل المسلسل عنوان «غرفة الاخبار»، ويقدم يوميات العمل لغرفة اخبار احدى القنوات الاخبارية التلفزيونية. وعلى رغم ان مسلسل «الجنس والمدينة» الذي عرض بين عامي 1998 و 2004، انتجته قناة «اتش بي او»، فإن المسلسل الجديد الذي يحمل عنوان «يوميات كاري» ويقدم بطلات «الجنس والمدينة» سيعرض على قناة «أي أم سي»، وهي القناة التي حققت العام الماضي ارقام مشاهدة كبيرة جداً بفضل مسلسلات كبيرة مثل «الميت الماشي» و «بريكينغ باد» اللذين سيعودان بأجزاء جديدة في الخريف.