أوقفت «فصيلة الأبحاث للدرك الجزائري» (جهاز أمني يتبع وزارة الدفاع) حوالى 200 سوري، من بينهم نساء وأطفال، في ضواحي مدينة وادي سوف، كانوا متوجهين إلى مدينة إليزي الحدودية مع ليبيا. وقالت مصادر إن الموقوفين كان سيتم تهريبهم نحو جنوب أوروبا عبر التراب الليبي بواسطة شبكات دولية. وأفادت معلومات أن فرقة تفتيش تابعة لجهاز الدرك الجزائري، أوقفت السوريين أثناء عملية تفتيش روتينية لأمتعة المسافرين، وعثرت أولاً على مبالغ من العملة الصعبة وأجهزة وعتاد بحري، من بينها سترات إنقاذ، ما يرجح فرضية إبحار هؤلاء السوريين باتجاه جنوب أوروبا، وخصوصاً الشواطئ الإيطالية. لكن اللافت في الملف، هو تسرب معطيات تفيد بأن مصالح الأمن تحقق في وجود عناصر متطرفة تعمل على تعبئة مقاتلين إلى سورية والعراق عبر تركيا، انطلاقاً من تونس وليبيا، لكن هذه المعلومات لم تؤكدها مصالح الأمن ولم تنفها أيضاً. وأوقف الدرك أيضاً، ستة جزائريين هم سائقو باصات ومرافقون لهم، فيما فتح تحقيق للبحث عن رئيس الشبكة الذي عرفت هويته وهو يعتبر فاراً، إضافة إلى صاحب الباصات الفار أيضاً. وكان الموقوفون في طريقهم إلى منطقة الدبداب في ولاية إليزي، وهي ولاية صحراوية صعبة التضاريس وذات حدود طويلة مع ليبيا. وتمارس قوات الجيش رقابة على تلك المنطقة بواسطة الطائرات والمروحيات، لصعوبة تأمين كل ذلك الشريط براً. وأفادت معلومات بأن الموقوفين كانوا يحملون تجهيزات إلكترونية مثل هواتف «ثريا» وأجهزة «جي بي أس»، إضافة إلى مبالغ باليورو والدولار يصل مجموعها إلى 100 ألف دولار. وتسرب أن الموقوفين ينتمون إلى إحدى الشبكات الدولية المدعومة من تنظيم «داعش»، كما أفيد بأن الإيقاع بهذه الشبكة الدولية، كشف عن نشاط ست شبكات دولية عابرة للحدود، يمولها تنظيم «داعش»، تضم أفراداً ينشطون في الجزائر وليبيا الأردن وبعض العواصم الأوروبية. وأوردت صحيفة «الخبر»الجزائرية أن توقيف هؤلاء السوريين لم يتم بمحض الصدفة، بل أتى بعد سلسلة من التحريات قامت بها «فصيلة الأبحاث» في الولاية منذ أسبوعين، حيث إن التواجد الهائل لهؤلاء السوريين وإقامتهم في فنادق فاخرة وتناولهم أفضل الوجبات الغذائية، أثار الشكوك بأنهم ليسوا مجرد لاجئين. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات كشفت عن تواجد شبكات دولية عدة، من بينها جزائرية، تتكفل بنقل هؤلاء السوريين براً، بمجرد وصولهم الى مطار هواري بومدين (الجزائر العاصمة) قادمين من سورية والأردنوتركيا، إلى الحدود الجزائرية- الليبية تمهيداً لنقلهم بحراً نحو أوروبا، بالتنسيق مع ميليشيات ليبية مسلحة.