ارتفعت عائدات السياحة في المغرب إلى 31 بليون درهم (نحو 3.8 بليون دولار) خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة، أي أكثر ب4.3 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي. وزار المدن المغربية أكثر من خمسة ملايين سائح، بينهم مغتربون، كما زاد عدد السياح الأجانب نحو 10 في المئة، خصوصاً البريطانيين والألمان والايطاليين والفرنسيين والبلجيكيين والأسبان، الذين يشكلون الجزء الأكبر من السياح، إلى جانب العرب والأميركيين واليابانيين والصينيين والروس. وتوقعت وزارة السياحة أن يبلغ عدد السياح نهاية السنة نحو 10 ملايين، على أن تبلغ الإيرادات نحو 60 بليون درهم، ما يجعلها ثاني أهم مصدر للعملة الصعبة إلى جانب تحويلات المغتربين التي قدرت بأكثر من 33 بليون درهم حتى حزيران (يونيو) الماضي. وأفادت مصادر مغربية بأن عدم الاستقرار الأمني في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتهديدات الإرهابية التي تطلقها مجموعات متشددة، تجعل البلد في حالة يقظة دائمة على رغم عدم تأثر السياحة بهذه الأحداث المؤسفة. وكانت الخارجية الأميركية حذرت رعاياها من السفر إلى بعض الدول وتوخي الحذر في دول أخرى، ومنها الجزائر وليبيا لأسباب أمنية. وتراهن الرباط على نجاح الموسم السياحي الحالي الذي شهد ارتفاعاً في الطلب على الفنادق والمنتجعات، يتجاوز القدرة الاستيعابية للوحدات الفندقية، رافقه نشاط ثقافي وفني في كل المدن السياحية التي أحيت إلى مهرجاناتها مع عدد من كبار المغنيين العرب والدوليين. وتحرص السلطات المغربية على تأكيد نجاح القطاع السياحي الذي يعكس الوضع الاستثنائي للمغرب في المنطقة وتنوعه الجغرافي وتسامحه الثقافي وانفتاحه الحضاري، ما ينعكس إيجاباً على تدفق الاستثمارات الأجنبية وعدد الراغبين في تملك سكن ثانوي في بلد مستقر اجتماعياً وأمنياً. وينفذ المغرب خطة سياحية طموحة بكلفة تزيد على 14 بليون دولار، بشراكة مالية مع صناديق خليجية منها «وصال كابيتال» لبناء وحدات فندقية وقرى وتجهيزات سياحية استعداداً لاستقطاب 20 مليون سائح سنوياً مطلع العقد المقبل، ما سيرفع الإيرادات إلى أكثر من 18 بليون دولار.