أفاد المرصد المغربي للسياحة أمس، بأن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في عدد من الدول العربية المتوسطية، انعكست على حركة السياحة الدولية في المغرب، وأدت إلى تراجع نسبة الوافدين الأجانب، وبالتالي نشاط الوحدات الفندقية المصنفة خصوصاً في مراكش التي خسرت 23 في المئة من عدد لياليها الفندقية. ولاحظ التقرير، أن المغرب لم يسلم من التأثيرات السلبية للحراك العربي وانعكاسه على منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط في الربع الثاني من العام الحالي، بعد بداية جيدة في حركة الصناعة الفندقية مطلع السنة قبل اتساع الحراك الاجتماعي إلى مجموع دول شمال أفريقيا، والحرب في ليبيا والانفجار الإرهابي في مقهى ارغانة في مراكش في نيسان (إبريل) الماضي. وانخفضت الليالي السياحية 17 في المئة بسبب تراجع نسبة السياح الأجانب خصوصاً الفرنسيين (7 في المئة) والإسبان (30 في المئة)، وهي الجالية الأكثر زيارة للمغرب في الفترات العادية، فيما ازداد عدد السياح البريطانيين والألمان والبلجيكيين والعرب. وقدّر عدد السياح الأجانب الذين زاروا المغرب في الربع الأول من العام الحالي نحو 3.2 مليون، بزيادة نسبتها 6.6 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. لكن إشغال الفنادق ظل ضعيفاً ولم يتجاوز 42 في المئة في مقابل 50 في المئة في الفترة ذاتها خصوصاً في المدن السياحية الكبرى، مثل فاسومراكش وطنجة ووارزازات، حيث يشتكي أصحاب الفنادق من تراجع النشاط. وتُعتبر السياحة المصدر الأول للعملة الصعبة في المغرب قبل الفوسفات وتحويلات المهاجرين، والتي أمّنت مجتمعة نحو 22 بليون دولار من خلال استقبال 9.5 مليون سائح العام الماضي. وأنشأ المغرب صندوقاً للاستثمار السياحي، برأس مال 18 بليون درهم (نحو 2.2 بليون دولار)، لاستقطاب استثمارات مغربية وأجنبية بقيمة 50 بليون درهم لبناء فنادق جديدة واستراحات وقرى سياحية لاستقبال 20 مليون زائر بحلول عام 2020. وكان منتجع «السعيدية» قرب الحدود الجزائرية حصل على الجزء الأكبر من الاستثمارات السياحية تجاوزت خمسة بلايين درهم في السنوات الأخيرة. لكن المنتجع تأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية من جهة بفعل تراجع مبيعات الشقق والفيلات، إضافة الى تأثير الربيع العربي على السياحة العربية، واستمرار إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب من جهة أخرى.