«بكيت لما رأيت صور أطفال سورية» كان ذلك أول تعبير تلقائي خالج الطفلة ليان الصقعبي البالغة من العمر تسع سنوات بعد أن رأت صور أطفال سورية وتبدو عليهم آثار الدماء التي غطت ملامح طفولتهم. ليان التي لم يهنأ لها بال منذ ذلك الحين وأخذت تسأل والدها طوال الوقت عن أطفال سورية وما حل بهم، ألحت على والدها منذ صبيحة أمس بالتبرع وإرسال «ملابس وفلوس» للأطفال المنكوبين. يقول والدها إبراهيم ل«الحياة»: «لم تع ليان تلك الكلمات وإنما كان انطباعاً عاطفياً خرج من فمها على شكل كلمات متقطعة جراء البكاء، بل إنها دخلت في موجة بكاء وألحت علي بالتبرع صباحاً حين سماعها لي وأنا أتحدث إلى والدتها بأنني سأقوم بالتبرع». تقول ليان بعد أن تبرعت بمالها الذي وفرته منذ دراستها العام الماضي وما تبقى من مالها الذي خصصته لشراء حاجيات العيد، «فرحانة لأنني تبرعت لأطفال سورية، فلوسي ليست كثيرة، ولذلك كان بودي لو أن معي من المال 500 ريال لكي أتبرع بها». ريتاج خالد المطيري وأخوها عبدالله لم يكن شعورهما مختلفاً عن ليان الصقعبي، تقول ريتاج: «صور أطفال سورية تؤلم القلب، ولهذا أجبرت والدي على أن أرافقه للتبرع بالمال، ولهذا أنا فرحانة الآن»، أخوها عبدالله الذي كان يردد على مسمع والده، وهم في الطريق إلى مقر التبرعات في إستاد الأمير فيصل بن فهد بالملز، حيث كان يقول: «بابا أكيد هم - قاصداً أطفال سورية - ينتظرون الأكل والملابس». حديث عبدالله العفوي ل«الحياة» والذي لم يع بأن البحر لا يفرق بين الأراضي السورية والأراضي السعودية، وأن الإمدادات الغذائية والمالية ستصل عبر الطائرات قال ببراءة: «الحين هم يقدرون يشترون ملابس وأكل بالفلوس اللي تبرعنا بها إذا راحت لهم بالسفينة». ناصر بن بدر العتيبي لم يكن بعيداً عما مضى من البراءة والشعور العاطفي الطفولي وقال مردداً ما قاله والده: «الله يجزي بابا عبدالله - قاصداً خادم الحرمين الشريفين - الخير على أنه خلانا نتبرع كلنا، والله يقبلها». حمد الخضيري وأخوه فيصل اللذان كانا يحملان مبلغ 200 ريال موزعة «فراداً» حملاها متجهين إلى الصناديق المخصصة لكل فئة نقدية، ولحظة أن فرغا من إيداعها بالصناديق التفتا صوب والدهما، ليقول حمد: «بابا هذه فلوس شوية (قليلة)، عطني زيادة علشان تصير كثيرة»، لكن الصغير لم يعلم أن والده أودع مبلغاً من المال قبيل أن يدعه يودع مبلغاً آخر في الصناديق، ولكن حديثه الطفولي المختلط بالإنسانية لم يدع والده يكف يده بل امتدت صوب جيبه لإعطائها جزءاً من المال لإضافته في الصندوق. من جهته، قال مدير محطة التلفزيون السعودي والمكلفة بنقل وقائع حملة التبرعات سالم مبارك الهديان ل«الحياة» إن عدد المشاركين في تنظيم الحملة يتجاوز ال 300 شخص، وإن شاحنات استقبال التبرعات العينية البالغ عددها 18 شاحنة امتلأت عن بكرة أبيها من التبرعات. وأضاف: «أن أعضاء الحملة موزعين على عدة لجان إدارية واستقبال التبرعات العينية والمالية».