"بكيت لما رأيت صور أطفال الصومال" كان ذلك أول تعبير تلقائي للمى المنصور البالغة من العمر تسع سنوات بعد أن رأت صور أطفال الصومال وتبدو عليهم آثار المجاعة التي يعيشونها.. لمى ألحت على والدها طوال الأيام الماضية بالتبرع وإرسال "ملابس وفلوس" للأطفال المنكوبين. يقول والدها: لم تع لمى تلك الكلمات وإنما كان انطباعا عاطفيا خرج من فمها على شكل كلمات متقطعة جراء البكاء. تقول لمى بعد أن تبرعت بمالها الذي وفرته منذ دراستها العام الماضي وما تبقى من مالها الذي خصصته لشراء حاجيات العيد، "فرحانة لأني تبرعت لأطفال الصومال، فلوسي ليست كثيرة ولذلك كان بودي لو أن معي من المال 500 ريال لكي أتبرع بها". ريتاج خالد المطيري وأخوها عبدالله لم يكن شعورهما مختلفا عن لمى المنصور، وقالت ريتاج "صور أطفال الصومال تؤلم القلب، ولهذا أجبرت والدي على أن أرافقه للتبرع بالمال، ولهذا أنا فرحانة الآن"، أخوها عبدالله الذي كان يردد على مسمع والده وهم بالطريق قادمين إلى مقر التبرعات في استاد الأمير فيصل بالملز حيث كان يقول"بابا أكيد هم -قاصداً الصوماليين- ينتظرون الأكل والملابس"، حديث عبدالله العفوي ل"الوطن" والذي لم يع بأن الإمدادات الغذائية والمالية ستصل عبر الطائرات قال ببراءة: "الحين هم يقدرون يشترون ملابس وأكل بالفلوس اللي تبرعنا فيها إذا راحت لهم بالسفينة". ناصر بن بدر موطان لم يكن بعيداً عما مضى من البراءة والشعور العاطفي الطفولي وقال مرددا ما قاله والده "الله يجزي بابا عبدالله -قاصداً خادم الحرمين الشريفين - الخير على أنه خلانا نتبرع كلنا، والله يقبلها". ليان الصقعبي التي كانت تحمل مبلغ 200 ريال موزعة "فراداً" حملتها متجهة إلى الصناديق المخصصة لكل فئة نقدية، ولحظة أن فرغت من إيداعها بالصناديق التفت صوب والدها قائلة "بابا هذي فلوس شوية -قاصدة قليلة-، عطني زيادة علشان تصير كثيرة"، ليان لم تعلم بأن والدها أودع مبلغا من المال قبيل أن يدعها تودع مبلغا آخر في الصناديق ولكن حديثها الطفولي المختلط بالإنسانية لم يدع والدها تكف يده بل امتدت صوب جيبه لإعطائها جزءاً من المال لإضافته في الصناديق. من جانبه، أوضح مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بوزارة الثقافة والإعلام والمشرف على حملة التبرعات سعدون بن سعد السعدون ل"الوطن" أمس على هامش الحملة، أن هناك 6 لجان مشاركة على تنظيم الحملة عقب صدور التوجيه من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لجمع التبرعات المالية والغذائية والسيارات والأراضي والأسهم، مبينا أنهم على أهبة الاستعداد لإمداد الحملة لأيام أخرى متى ما صدر توجيه بذلك الخصوص. وأضاف أنهم سيحولون كافة التبرعات الغذائية في مستودعات خاصة بوزارة الداخلية تمهيداً لإرسالها إلى الشعب الصومالي.