أعلنت السلطات الأمنية في إقليم صومالي يتمتع بحكم ذاتي في شمال البلاد مصادرة قارب ينقل أسلحة كان يتم تهريبها من مقاتلي تنظيم «القاعدة» في اليمن إلى رفاقهم في الصومال. وقال سعيد محمد راجي وزير المرافئ ومكافحة القرصنة في إقليم بلاد بنط (بونت لاند) إن القارب كان ينقل متفجرات وصواعق وصواريخ وبنادق وذخائر وقذائف صاروخية يتم إطلاقها من على الكتف. ولم يقدّم تفصيلاً لعدد كل نوع من أنواع الأسلحة المصادرة. لكنه قال: «كانوا (القاعدة) يحاولون إنزال الأسلحة على شاطئ ألولا، قبل أن يتم نقلها إلى مقاتلي «الشباب» في جنوب الصومال عبر الطرق البرية. إنهم يستخدمون أراضينا كمعبر لتهريب المقاتلين بين اليمن والصومال». وأوضح المسؤول الصومالي أن الأجهزة الأمنية اعتقلت يمنياً خلال إفراغ شحنة الأسلحة على الشاطئ بعد ظهر يوم الجمعة. وأعلن تنظيم «القاعدة» و«حركة الشباب» - أقوى جماعة مسلحة في الصومال - اندماجهما في وقت سابق من هذه السنة. لكن «حركة الشباب» تواجه ضغطاً عسكرياً شديداً في أنحاء الصومال منذ العام الماضي في ظل تصعيد للعمليات التي تقوم بها قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الإثيوبية. ويستخدم مهربو البشر منطقة إقليم بلاد بنط لتهريب اللاجئين عبر خليج عدن إلى اليمن. وقال الوزير راجي إن مئات من مقاتلي «الشباب» يحاولون السفر على أساس أنهم من اللاجئين المفترضين الذين تتولى شبكات مختصة تهريبهم. ويخشى إقليم بلاد بنط أن العنف الذي يرتبط ب «القاعدة» في اليمن سيمتد في نهاية المطاف إلى شمال شرقي الصومال. وقال راجي: «مقرهم المقبل سيكون المخابئ الجبلية في منطقتنا. ليس أمامهم أي خيار آخر أو قاعدة (بديلة) يمكنهم منها شن هجمات. إنه أمر مثير للقلق». وتوحد مقاتلو «الشباب» في وقت سابق مع محمد سعيد أتوم، أحد أمراء الحرب في بلاد بنط، وخاضت قواتهم معارك ضد القوات الحكومية التابعة لحكومة الإقليم. وفي مسقط (رويترز)، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي أمس السبت إن تهديد القراصنة الصوماليين ينحسر ولكن ينبغي على المجتمع الدولي أن يواصل العمل سوياً للقضاء على هذا التهديد. وقال الكومودور بن بيكرينغ قائد مكافحة القرصنة في الحلف في مؤتمر صحافي على ظهر السفينة الحربية الهولندية «ايفرتسن» في مسقط: «نحقق نجاحاً متزايداً في تقليص تهديدات القراصنة الصوماليين بفصل الدوريات المستمرة ولكن ينبغي على المجتمع الدولي مواصلة تبادل الأفكار وتعزيز الجهود للقضاء على المشكلة كلياً». وقال المكتب الدولي للملاحة البحرية إن القراصنة الصوماليين نفّذوا 69 حادث خطف من أول كانون الثاني (يناير) إلى 12 تموز (يوليو) بانخفاض 32 في المئة عن الفترة نفسها من عام 2011. وقال بيكرينغ: «يسعدنا القول إن البحرية العمانية تتعاون وتساهم في العثور على الخاطفين، ولكن الأمر مثل البحث عن إبرة وسط كومة من القش». وأضاف: «أزمة القراصنة الصوماليين تكلّف التجارة العالمية بلايين الدولارات سنوياً ومن المهم أن نعمل معاً لوقفها». وذكر الحلف في وقت سابق أن التوسع في استخدام حراس الأمن المسلحين - إضافة إلى وسائل دفاعية أخرى مثل مدافع المياه والأسلاك الشائكة - يساعد في خفض عدد الهجمات الناجحة على السفن التجارية.