فورت ميد (ماريلاند)، خليج غوانتانامو (كوبا) – رويترز – أ ب – سمح قاض عسكري في سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو لمحامين يمثلون الدفاع والاتهام في محاكمة السعودي عبدالرحيم الناشري (47 عاماً) المتهم بتدبير الهجوم على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في مياه خليج عدن سنة 2000، باللقاء به على انفراد (الأربعاء) للاتفاق على صيغة لإطلاق رموز أو «شيفرات» على الأسرار العسكرية التي يعد الحديث عنها علناً ضاراً بالأمن القومي الأميركي، وذلك بعدما قال القاضي الكولونيل في الجيش جيمس بول إنه يريد أن يتفادى اتخاذ قرار بإغلاق جلسات المحاكمة إلى أقصى قدر ممكن. ورفع القاضي الجلسات (الثلثاء) الماضي لإتاحة الفرصة لهيئتي الدفاع والاتهام لمناقشة المعلومات السرية الواردة في ملفات القضية. ويواجه الناشري، وهو سعودي من أصل يمني، اتهاماً بتدبير الهجوم على المدمرة «كول» الذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً قبالة عدن، وهو محتجز في سجن غوانتانامو منذ سنة 2006، بعدما كانت تحتجزه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) في عدد من السجون السرية في دول عدة. ورفض القاضي بول اتهامات هيئة الدفاع عن الناشري له بالتحامل، وهو اتهام يتطلب أن يعلن تنحيه عن نظر القضية. وتذرع محامو الدفاع بأن بول متمسك بالقضية لأنه اُستدعي من التقاعد لنظرها بعقد على نظام «المشاهرة»، ليتقاضى راتباً شهرياً قدره 10577 دولاراً، ويتعين تجديد عقده في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال بول إن الدفاع لم يُقم أي دليل على أنه متحامل. وتحجج محامو الدفاع بأن بول (61 عاماً) يواجه ضغوطاً لإصدار أحكام على المتهمين في القضايا التي يترأس محاكماتها، لأن أحكامه يجب أن تغطي على الاتهامات للاستخبارات والجيش الأميركيين بإخضاع المتهمين للتعذيب بوسائل وحشية كالإغراق الوهمي. وطلب محامو الدفاع من القاضي السماح لهم بتعيين محام ذي خبرة في التعامل مع الوثائق السرية وخبير متخصص في الذاكرة، ليساعدهم في تحدي أقوال الشهود الذين سيسردون أحداثاً وقعت قبل 12 عاماً. وأجل القاضي بول قراره في شأن هذين الطلبين، لكنه طلب من الدفاع والاتهام حصر عدد المحامين والمساعدين والخبراء الذين وضعوا تحت إمرتهم، وموافاته بتقرير في هذا الشأن.