عزى الرئيس العراقي جلال طالباني بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد بمقتل زوجها نائب وزير الدفاع السوري آصف شوكت، خلال الانفجار في مبنى الأمن القومي في دمشق أول من أمس. في موازاة ذلك، أعلن نائب رئيس الجمهورية العراقي المطلوب للقضاء طارق الهاشمي نيته لقاء السفير السوري المنشق نواف الفارس لمعرفة المزيد حول المعلومات التي أدلى بها الفارس عن تهريب مجموعات مسلحة إلى العراق. وتجنبت الأوساط الرسمية العراقية التعليق على تطورات الأزمة في سورية فيما بدا واضحاً أن الرئيس العراقي اختار أسلوباً شخصياً للتواصل مع عائلة الأسد، متجنباً بدوره الإشارة إلى الصفة الرسمية لشوكت. وقال طالباني في برقية التعزية التي بعثها أمس إلى بشرى الأسد :»تلقينا بحزن بالغ نبأ مصرع الأخ الراحل آصف شوكت الذي نشارككم الألم بفقدانه ... أحر التعازي لكم وللعائلة الكريمة..ودعاؤنا للباري عز وجلّ أن يمنّ عليكم بالصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويسبغ على سورية وشعبها الشقيق بالأمن والسلام». إلى ذلك، نفت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان امس أن يكون رئيس ديوان الرئاسة نصير السامرائي التقى السفير السوري المنشق نواف الفارس في مطار أربيل الدولي قبل مغادرته إلى قطر على ما نشرته وسائل إعلام محلية. وأضافت «ننفي الخبر جملة وتفصيلاً، حيث إن معاليه لم يلتق السفير السوري في مطار أربيل الدولي، وإن هذا الخبر عار عن الصحة». في هذا الوقت اعلن المكتب الموقت لنائب رئيس الجمهورية المطلوب قضائياً طارق الهاشمي أن الأخير بصدد لقاء الفارس في قطر للوقوف على حقيقة الاعترافات التي أدلى بها حول دعم النظام السوري ل»الأعمال الإرهابية» في العراق. وقال البيان إن «الهاشمي سيلتقي الفارس في محل إقامته في الدوحة خلال الأيام القليلة القادمة». وأوضح أن اللقاء يهدف إلى «الحصول على معلومات إضافية عن الفضيحة التي سيعرضها في حينها على الرأي العام في الداخل والخارج». وكانت الحكومة العراقية أعلنت نيتها مقاضاة السفير السوري السابق لديها لاعترافه بالمشاركة بتسهيل عمليات انتقال وحدات جهادية من سورية إلى العراق. وكان الفارس قال في مقابلة نشرتها صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية انه ساعد النظام على إرسال «وحدات جهادية» إلى العراق لتنفيذ هجمات مسلحة خلال السنوات التي أعقبت الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 بناء على توجيهات السلطات السورية خلال توليه منصب محافظ دير الزور المحاذية للحدود العراقية. يأتي ذلك فيما شكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فريقاً للإشراف على إعادة العراقيين العالقين في سورية كما أفاد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء امس. وقال الموسوي «رئيس الوزراء نوري المالكي شكل فريقاً برئاسة وزير النقل (هادي العامري) للإشراف على عملية نقل المواطنين العالقين في سورية إلى البلاد». وأضاف أن «المالكي خصص كذلك طائرته الخاصة من اجل إعادة المواطنين» من سورية. ودعت بغداد رعاياها المقيمين في سورية ومعظمهم من اللاجئين إلى مغادرتها والعودة إلى العراق بعد «تزايد حوادث القتل والاعتداء» عليهم، بحسب ما أفاد الثلثاء بيان حكومي. وتقدر سورية عدد اللاجئين العراقيين على أراضيها بمليون وربع مليون شخص فيما يبلغ العدد المسجل لدى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2010 139 ألفاً و586 شخصاً.