كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن مساع إسلامية للإصلاح بينه وبين حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي بعد 13 سنة من انشقاق الطرفين. ويقود شباب ومقاتلون سابقون من الحزبين مبادرة داخلية للم الشمل بينهما. وذكر المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم نزار خالد محجوب أن إسلاميين من مصر وتونس وليبيا يقودون مبادرة لحل الخلافات بين حزبي الرئيس عمر البشير وحليفه السابق حسن الترابي بعد المفاصلة التي وقعت بينهما في العام 1999، وانشقاق الأخير وتأسيسه حزباً مستقلاً. وأوضح أن المبادرة جاءت نتيجة حراك داخلي بين الحزبين أبرزها المبادرات التي قدمها شباب الحزبين في وقت سابق. وأضاف أن الإسلاميين العرب وجدوا أن «حل الأزمة الداخلية في السودان لن يحدث إلا بحل خلافات الحزبين الكبيرين بجانب تجديد الفكر السياسي»، مشيراً إلى أن سيطرة الحركات الإسلامية في تونس ومصر ووجودها الفاعل في ليبيا جددت أشواق الإسلاميين في السودان إلى الوحدة. وأفاد محجوب بإن إسلاميي دول المبادرة، وبخاصة مصر، رأوا أهمية حل الخلاف بصورة جذرية لأنه يقود إلى حل أزمة السودان ككل، بجانب تجديد الفكر الإسلامي. وانطلقت المبادرة العربية في ظل تكهنات بانتقال «الربيع العربي» إلى السودان بعد تظاهرات متفرقة ضد «خطة تقشف» حكومية لمواجهة الأزمة الاقتصادية. لكن الرئيس السوداني سخر من هذه الآمال وأكد أن الربيع العربي لا مكان له في السودان وأن دولته تعيش صيفاً حارقاً سيمتد لهبه ليحرق الأعداء. إلى ذلك، دخل وفدا دولتي السودان وجنوب السودان في مفاوضات مباشرة أمس في مدينة بحر دار الإثيوبية لمناقشة القضايا العالقة بينهما والتي تشمل النفط والأمن وترسيم الحدود والنزاع على منطقة أبيي حزمة واحدة بناء على «نهج استراتيجي شامل» بحسب اتفاقهما في الجولة السابقة. وعقد رئيسا الوفدين المتفاوضين وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين وكبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم في حضور عدد محدود من الوفدين اجتماعين منفصلين. وقال الناطق باسم الوفد السوداني السفير عمر دهب إن المحادثات يسودها جو إيجابي، وعزا ذلك إلى الاتفاق على نهج استراتيجي لتسوية القضايا العالقة، مشيراً إلى أن حواراً مباشراً جرى في غياب الوسطاء. وعلم أن الطرفين طرحا ورقتين تحملان رؤيتهما لمعالجة القضايا الخلافية واقتراحات لتجاوزها، وأن الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي يسعى إلى ردم الهوة بين موقفيهما عبر صوغ ورقة توفيقية يُتوقع أن يطرحها عليهما خلال 48 ساعة. ويأمل مبيكي بتضييق شقة الخلاف قبل ترتيب لقاء جديد بين البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت. وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة الأربعاء المقبل لمناقشة تقرير من مبيكي عن سير المحادثات. وتنتهي المهلة التي حددها المجلس للطرفين لتسوية الملفات العالقة بحلول 2 آب (أغسطس) المقبل. في غضون ذلك، قال رئيس جنوب السودان إن البشير وافق على اجراء استفتاء لتحديد مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها بين الدولتين، لكن أهلية الناخبين للاستفتاء لا تزال «منطقة رمادية». وقال سلفاكير إن البشير تعهد باتخاذ خطوتين لتسوية النزاع على أبيي. وتابع: «ننتظر خطوة واحدة إلى الأمام لإثبات جديته والتزامه للفصل في المنازعات بين البلدين». وأعرب ممثل حكومة جنوب السودان في اللجنة المشتركة لمنطقة ابيي لوكا بيونق دينق عن تفاؤله حيال إمكان التوصل إلى اتفاق نهائي في شأن الوضع في المنطقة. ودعا إلى توافق في الآراء لتحديد أهلية الناخبين الذين سيشاركون في الاستفتاء ليشمل قبيلة دينكا نقوك وغيرها من المقيمين، باستثناء البدو الرحل من الشمال أو الجنوب. وأضاف: «سيتم اجراء استفتاء على مستقبل منطقة أبيي. الرئيس البشير وافق على تشكيل لجنة استفتاء أبيي، وسيتم اختيار خمسة أعضاء، وسترشح كل دولة شخصين ورئاسة مستقلة الانتماء العرقي والسياسي». من جهة أخرى، قال حاكم ولاية جنوب كردفان المضطربة أحمد هارون إن 58 شخصاً قتلوا في مواجهات بين قبيلتين عربيتين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وقال هارون في حديث بثته وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن الإحصاءات الأولية للمواجهات بين قبيلة المسيرية في ولاية جنوب كردفان وقبيلة الرزيقات في ولاية شرق دارفور تشير إلى 35 قتيلاً من المسيرية و23 من الرزيقات. وأضاف أنه تم الاتفاق بين قيادات القبيلتين المتحاربتين على عدد من التدابير لاحتواء الموقف في المنطقة ووضع ترتيبات لمنع تجدد القتال بين الجانبين، مؤكداً أن الوضع في شكل عام تحت السيطرة.