وصفت روسيا التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق أمس بأنه «إرهابي» وطالبت باعتقال من يقفون وراءه ومعاقبتهم. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها: «نتوقع التعرف إلى منظمي هذا العمل الإرهابي في دمشق وأن يواجهوا العقاب الذي يستحقونه». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «معارك حاسمة» تجري في سورية، محذراً من أن فرض مجلس الأمن عقوبات على سورية سيكون بمثابة دعم مباشر للمعارضة وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية. وصرح لافروف أمام صحافيين على هامش لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في موسكو أمس أن «معارك حاسمة تجري في سورية. وتبني مشروع القرار (الغربي) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر إلى حركة ثورية. وإذا الأمر يتعلق بثورة فلا علاقة للأمم المتحدة بالأمر». وأضاف للصحافيين في موسكو: «سياسة تأييد المعارضة هي طريق مسدود. لن يرحل الأسد من تلقاء نفسه، وشركاؤنا الغربيون لا يعرفون ما يفعلونه إزاء ذلك». واستقبل بوتين أردوغان لمناقشة خلافاتهما حول سورية. وما زال موقفا تركيا وروسيا متباينين حيال العنف المستمر بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة. وفيما ترفض موسكو دعم قرار صارم حيال نظام دمشق، باتت تركيا أحد اشد منتقدي الحليف السوري السابق ويتوقع أن يسعى أردوغان لإقناع بوتين بتشديد الموقف الروسي. وما ضاعف التوتر بين موسكو وأنقرة اتهام مصدر عسكري روسي مؤخراً تركيا بانتهاك المجال الجوي السوري بعدما أسقطت سورية طائرة قتال تركية فوق المتوسط في أواخر حزيران (يونيو) في ظروف ما زالت غامضة. ولم يتضح من أين حصلت روسيا على معلوماتها حول الحادثة، علماً أنها تزود سورية بأنظمة دفاع جوي. وأضافت: «نحن نعتبر الأحداث محاولة أخرى لزعزعة الوضع في سورية في شكل أكبر». كما دعت روسيا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والشعب السوري إلى اعتبار هذا الهجوم فرصة لإعادة تقييم الوضع والسعي للتوصل إلى تسوية سلمية. وقالت: «نحن متأكدون أنه في وجه الصعوبات، فان سلطات وشعب هذا البلد - وجميع الوطنيين الحقيقيين - سيظهرون الإرادة السياسية المطلوبة والرغبة في التوصل إلى تسوية سلمية سريعة لأزمتهم الداخلية».