رشح ممثلو المعارضة السورية في روسيا العميد مناف طلاس، الذي انشق مؤخرا عن النظام السوري، لخلافة الرئيس بشار الأسد. وذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن المعارضة أصرت في اجتماعها اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على ضرورة تنحي الأسد أولا قبل الدخول في أي حوار سياسي. من جانبها دعت روسيا إلى "حل سياسي سلمي" في سورية رافضة مجددا اي تدخل في هذا البلد، مع استقبالها المعارض السوري البارز ميشال كيلو أمس. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة "إني مقتنع بأن علينا بذل كل الجهود لإقناع اطراف النزاع بحل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات". واضاف بوتين امام سفراء روسيا إلى الخارج في مقر وزارة الخارجية "بالطبع إنها مهمة أكثر صعوبة ودقة" من اللجوء إلى "تدخل بالقوة من الخارج". وأكد بوتين معارضة موسكو لأي تدخل مسلح من دون الموافقة المسبقة لمجلس الأمن الدولي حيث تتمتع روسيا، كدولة دائمة العضوية بحق الفيتو، إلى جانب الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتابع "سنتحقق في حال دعت الحاجة إلى تدخل عسكري بأن يتخذ هذا القرار ضمن اطار مجلس الأمن"، معتبرا أن "استبدال مثل هذه القرارات واتخاذ عقوبات أحادية سيأتي بنتائج عكسية". وأدلى بوتين بخطابه بعد ساعات على دعوة احد ابرز المعارضين السوريين ميشال كيلو روسيا إلى الإسهام في "استقرار الوضع" في بلاده" وذلك اثناء محادثات اجراها في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال كيلو وهو من المعارضين المطالبين بالديمقراطية في سورية بحسب وكالات انباء روسية "إن سورية اصبحت ساحة نزاع دولي. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديمقراطية ان من مصلحة روسيا (التوصل) إلى استقرار الوضع" في سوريا. وأضاف "إننا جزء لا يتجزأ من الحوار الوطني الذي أطلق في 2001. للأسف لا يستجيب النظام لمطالبنا". وقال لإذاعة صوت روسيا إن العميد مناف طلاس المقرب من الرئيس بشار الأسد والذي انشق الجمعة عن الجيش السوري، قد يضطلع بدور اساسي في سوريا. ونقلت وكالة انترفاكس عن كيلو قوله في المقابلة إن "العميد مناف طلاس الشخص المناسب للعب دور اساسي في سوريا". وقال لافروف من جهته بحسب وكالة ايتار تاس "إن روسيا من البلدان القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي تعمل بشكل ناشط مع الحكومة السورية ومختلف قوى المعارضة (السورية) سعيا لتطبيق خطة كوفي عنان. واضاف "نراهن على أن يكون اللقاء (مع ميشال كيلو) خطوة على طريق تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها في جنيف" في 30 حزيران/ يونيو حول مبادىء عملية سياسية انتقالية في سوريا اقترحها عنان. وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وتركيا والدول الممثلة للجامعة العربية اتفقت على مبادىء عملية انتقالية في سوريا حيث تحولت التظاهرات ضد الأسد إلى نزاع مسلح. وبعد الاجتماع لم يتفق اعضاء مجموعة العمل حول سوريا على تفسير اتفاق جنيف لأن الولاياتالمتحدة رأت أنه يفسح المجال لمرحلة "ما بعد الأسد" في حين اكدت روسيا والصين انه يعود للشعب السوري تقرير مصيره. وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي عبدالباسط سيدا الاربعاء إلى العاصمة الروسية لإجراء محادثات ايضا بعد مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الاسبوع الماضي في باريس الذي قاطعته روسيا والصين الدولتان اللتان تعدان من اشد حلفاء نظام بشار الأسد. ومن المتوقع أن يستقبل سيدا الذي خلف برهان غليون في مطلع حزيران/ يونيو على رأس المجلس الوطني السوري ابرز تشكيلات المعارضة السورية في الخارج، في وزارة الخارجية الروسية. وترفض روسيا التي تستمر في مد النظام السوري بالأسلحة أي حل "يفرض" على سوريا وتعتبر أن حل الأزمة يمكن التوصل إليه فقط عبر الحوار بين السوريين.