قُتل وجرح 30 شخصاً في صدامات بين مسلحين من البدو وميليشيات موالية للنظام السوري في السويداء معقل الدروز في سورية، في وقت باتت حلب بين «فكي كماشة» بعد تقدم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريفها وقوات النظام في نقاط استراتيجية في المدينة، تحت غطاء جوي وفّره الطيران ل «داعش» بقصف أرتال المعارضة التي تحاول الدفاع عن معقلها في شمال البلاد قرب حدود تركيا. ودعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة أميركا الى «تدخل سريع» ضد «داعش» والنظام. (للمزيد) وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطيران الحربي شن «غارتين على مناطق في أطراف ومحيط بلدة القرية» في السويداء قرب درعا «مهد الثورة» في الجنوب في وقت قتل «8 أشخاص بينهم مسلحون من قرية داما وجرح 20 آخرون في اشتباكات بين مسلحين من قرية داما ومقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ومسلحين من البدو على أطراف القرية». وأوضحت «الهيئة السورية للإعلام» أن الاشتباكات جرت «بين مسلحين من البدو وميليشيات اللجان الشعبية الموالية للنظام وأهالي قرية داما في ريف السويداء الغربي». وزادت أن «اثنين من القتلى هم رجال دين من طائفة الموحدين قُتلا خلال التصدي للهجوم، فيما قتل عنصر من ميليشيات اللجان الشعبية. كما جرح ثلاثة عناصر من «اللجان» واثنان من المشايخ، إصابات بعضهم خطرة». وأشارت «الهيئة» الى «تجمع مئات من المشايخ والمدنيين أمام مبنى السرايا الحكومي وسط السويداء مرددين هتافات منددة بالنظام (السوري)». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية» دعوتها «أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء الفتنة وعدم الاستماع إلى مثيريها لأنها أشد من القتل ولا تؤدي إلا للخراب والتدمير وإزهاق الأرواح وتهديم صروح العيش الكريم والوطن». وجرت مواجهات بين البدو والدروز في العام ألفين. كما حصل توتر بين موالين ومعارضين للنظام في السويداء قبل أسابيع، في حين يتهم معارضون عدداً من الدروز بالمشاركة في قتال المعارضة ضمن ميليشيات موالية للنظام. وتعرضت بلدة جرمانا لقذائف من مقاتلي المعارضة باعتبارها معقلاً للنظام في رد على قصفه قرى الغوطة الشرقية، كان آخرها خلال المواجهات لاستعادة المليحة. في شمال البلاد، قال نشطاء معارضون إن حلب باتت بيت «فكي كماشة»، ذلك أن «داعش» يواصل تقدمه في الريف الشمالي في وقت تحاول قوات النظام استغلال ذلك للتوسيع في محيط المدينة الصناعية والبريج للوصول الى السجن المركزي، كما «شنت القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، هجوماً عنيفاً استمر حتى فجر (أمس)، باتجاه مخيم حندرات وتلة الكندي الاستراتيجية». وأوضح «المرصد» أن تنظيم «داعش» سيطر على قرية مالد قرب بلدة مارع معقل «الجبهة الإسلامية» أبرز القوى التي تحارب «داعش»، في وقت قصف الطيران الحربي مناطق قرب قرية مسقان في الريف الشمالي و «استهدف القصف رتلاً للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية كان متهجاً إلى بلدة مارع للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد» الذي أضاف أن الطيران شن غارتين على مناطق في بلدتي اخترين ودابق في شمال شرقي حلب وغارة أخرى على مناطق في مدينة أعزاز في الريف الشمالي التي يسعى «داعش» للسيطرة عليها بعدما انسحب منها في آذار (مارس) الماضي. وقال ناشطون إن الضغط العسكري يتركز الآن على مارع، وإن المعارك تدور على بعد نحو عشرة كلم الى الشرق منها، لافتين إلى أن «داعش» يستخدم مدرعات أميركية الصنع كان استولى عليها من العراق، في معركته ضد المعارضة. وحذر «الائتلاف» في بيان من تقدم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، معتبراً أن «خطر هذا التنظيم في العراق وسورية كل لا يتجزأ». وإذ رحب بقرار مجلس الأمن 2170، طالب في بيان بشن غارات ضد «داعش» في سورية، داعياً الى «دعم الضربات في برنامج مكثف من التدريب والتسليح لقوى المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل «داعش» في شكل فعال منذ أكثر من سنة». وقال البحرة: «إنني وباسم الإنسانية أدعو الأممالمتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة الأميركية، أن يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين، أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي (في إشارة إلى «الدولة الإسلامية») والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم». إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «داعش» أعدم خلال الأسبوعين الماضيين «أكثر من 700 مواطن غالبيتهم العظمى من المدنيين، وتمت الإعدامات في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية، التي يقطنها مواطنون من أبناء الشعيطات، والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين لا يزال مصير مئات المواطنين من أبناء عشيرة الشعيطات مجهولاً حتى اللحظة».