هبطت في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة (غرب السعودية) مساء أول من أمس طائرة تقل ثلاثة مواطنين سعوديين نقلتهم من العاصمة الكينية نيروبي، بعدما تعرضوا للاختطاف من مجهولين، وأصيب اثنان منهم بجروح متفاوتة نتيجة لتعرضهم لطلقات نارية، فيما نجا مواطن سعودي ثالث. وكان في استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي فريق طبي وتمريضي، إضافة إلى 3 سيارات إسعاف، وجّه مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود بتجهيزها لاستقبالهم والاطمئنان عليهم، وتجهيز غرف لهم في مستشفى الملك فهد، وتقديم الخدمات الطبية كافة إليهم. وأخضع المصابان فور وصولهما إلى المطار للفحص من أطباء المركز الصحي في المطار ونقلوا بعد ذلك لمستشفى الملك فهد. وكان السعوديون عادل محمد أفغاني، وابن عمه عاطف إسماعيل، وصديقهم ماجد خطاب، تعرضوا الخميس الماضي لاعتداء ومحاولة اختطاف من مجهولين أثناء عودتهم من أحد المطاعم في ساعة متأخرة من الليل، إلى مقر إقامتهم في أحد الفنادق الواقعة في أطراف العاصمة الكينية نيروبي التي وصلوا إليها الاثنين الماضي. وتسبب الاعتداء في إصابة أفغاني وصادق بطلقات نارية، فيما نجا خطاب. وتمكنوا من الإفلات من أيدي المعتدين. وتابعت السفارة السعودية القضية مع السلطات الكينية، للبحث عن الجناة وتقديمهم إلى العدالة. ونقل المصابان السعوديان إلى أحد المستشفيات، وخضع صادق لجراحة لاستخراج الرصاصة من أسفل البطن. وأوضح أفغاني، وهو موظف في شركة «سابك» في الجبيل، الذي أصيب برصاصة في الفخذ، أنه أثناء عودتهم من أحد المطاعم عند الساعة الواحدة والنصف صباح الخميس إلى مقر إقامتهم في الفندق الواقع في أطراف نيروبي عبر طريق زراعي مظلم، فوجئوا بسيارة تلاحقهم، وتطلب من سائق سيارتهم الوقوف. وقال إن أحد أفراد العصابة أطلق عياراً نارياً على سيارتهم لإرغام السائق على التوقف، وهو ما أجبره على الاستسلام. قال ل«الحياة»: «بعد توقف السيارة ترجل شخصان من سيارة الجناة، وفتحوا الباب الأمامي للسيارة وأشهرا السلاح في وجهي، وطلبا مني الانبطاح أرضاً، ولم أستطع تنفيذ ما طلبا، وجلست على ركبي، وعدت للوقوف للتفاهم مع حامل السلاح، وعرض مبلغ مالي، في مقابل عدم إيذائنا، إلا أنه شعر بأن وقوفي أمامه قد يفسد خطته، فقام بسحبي وإرغامي على الركوب في سيارتنا في المقعد الخلفي مع زملائي، وقام أحد المهاجمين بقيادة السيارة، فيما ركب المهاجم الآخر في المقعد الأمامي للسيارة بطريقة معكوسة ليكون مواجهاً لنا، وبقى شخص أو أكثر في سيارة الجناة وكانوا خلفنا، ولم نعلم وجهتنا. فعدت وعرضت عليهم مبلغاً مالياً، في مقابل إطلاقنا إلا أنهم لم يصدقوا، وقالوا إنك تكذب». وزاد أنه شعر بأن الجناة يحاولون اصطحابه إلى إحدى القرى لاحتجازهم هناك، «فبدأنا نفكر بطريقة للهروب قبل الوصول لوجهتهم فقمت بتجربة أسلوب رفع الصوت وتهديد حامل السلاح وإيهامه بعدم خوفي منه في محاولة لتخويفهم وعدولهم عن الاختطاف وإطلاقنا، على رغم أنها مغامرة». وأضاف: «بالفعل شعرت بأن المسلح بدأ يتخوف، فلم يكن منه إلا أن أطلق عياراً نارياً داخل السيارة ليثبت لي جديتهم، إلا أن الرصاصة لم تتسبب في أذى لأحد منا، فتوقعت أن يكون المسدس الذي يحمله غير حقيقي، إلا أن صوت المسدس جعل شريكه الآخر الذي يقود سيارتنا يقف فجأة وسط الطريق، ووجدنا أنفسنا خارج السيارة، وبدأنا المفاوضات وقمت بتقديم المبلغ المالي الذي كان في حوزتنا، البالغ 14 ألف شلن (تعادل 700 ريال سعودي). أخذها مني المسلح، وشعرت بأن لديه النية لإخلاء سبيلنا ومغادرة الموقع، إلا أن رفيقه طلب منه قتلي حتى لا تتوصل إليهم الجهات الأمنية، ولا سيما أنني تعرفت على ملامحهم، فبدأنا نشعر بخطورة الوضع، والتصرف السريع قبل تنفيذ جريمتهم، فحاولت الهجوم على حامل السلاح فبادرني بطلقتين استقرت إحداها في الفخذ، والأخرى في حذائي لكنها لم تصبني بأذى». وزاد أنه تأكد آنذاك أن السلاح حقيقي، «فقمت بالهرب وهو يلاحقني، وهويت من الشارع العام إلى وادٍ مجاور، ونجوت من السقوط أسفله، إذ أسهمت أشجار صغيرة في مساعدتي على النزول، خلال ذلك سمعت صوت السيارات وطلقات رصاص أصابت ابن عمي عاطف في أسفل البطن، إلا أنه وقف على رغم الإصابة وحاول مقاومة المسلح الذي دب فيه الخوف، فهرب من المكان. وتمكن خطاب من استغلال ملاحقة المسلح لي في الاستيلاء على السيارة ليصطحب ابن عمي عاطف».