دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - توصل وزراء خارجية مجموعة العمل على سورية في اجتماعهم امس، في غياب أي ممثل لأي طرف سوري، إلى اتفاق حول النص الذي طرحه كوفي أنان من اجل الحل في سورية. وقال أنان في ختام الجلسة إن الدول أعطته الدعم الكامل للعمل لتنفيذ مهمته للحل في سورية. و»إن المجموعة أكدت عزمها بالعمل معاً لوضع حد للعنف وإطلاق مسار سياسي سوري يؤدي إلى مرحلة انتقالية في سورية تأخذ بتطلعات الشعب السوري إلى تقرير مستقبلهم بشكل مستقل وتبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال إن على جميع الأطراف أن يوقفوا العنف. (راجع ص8 و9) وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ل «الحياة» عن ارتياحه لنتيجة المؤتمر لأنه توصل إلى اتفاق لدعم مهمة أنان واستمرارها في سورية. وقال مصدر أوروبي إن الوزراء توصلوا إلى صيغة نص تجاوزت الخلاف حول مرحلة الانتقال السياسي حيث أن مسألة إشراك النظام في المرحلة الانتقالية التي كانت روسيا تطالب بها تم تجنبها باستبدالها بصيغة جهاز حكم تشارك فيه المعارضة وشخصيات حكومية من دون التطرق إلى النظام. وتم إقرار صدور بيان للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أن على خطة أنان أن تنفذ في سورية وذلك تحت الفصل السابع. وكانت المفاوضات استغرقت مدة طويلة والخلاف مع روسيا احتاج إلى مناقشات كبرى. واعتبر المراقبون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو صيغة مخففة للخطة التي كان اقترحها أنان على الاجتماع والتي نصت على البدء بمرحلة انتقالية لا تشارك فيها شخصيات يمكن أن يهدد وجودها ومشاركتها صدقية العملية الانتقالية ويعرقل المصالحة والاستقرار، في إشارة إلى الرئيس الأسد. وأعلن أنان في نهاية الاجتماع أن الاتفاق تم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات من الحكومة الحالية والمعارضة. وقال «أشك في أن يختار السوريون أشخاصاً ملطخة ايديهم بالدماء لحكمهم». ورداً على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الأسد، شدد أنان على أن «الوثيقة واضحة في شأن الخطوط الكبرى والمبادئ لمساعدة الأطراف السوريين وهم يتقدمون في العملية الانتقالية ويشكلون حكومة انتقالية ويقومون بالتغييرات الضرورية». وأكد في السياق نفسه أن مستقبل الأسد «سيكون شأنهم». وأوضح أنان أن مجموعة العمل بشأن سورية لم تحدد حتى الآن موعداً لاجتماعها القادم. كما اكد تفاهم المجتمعين على دعم خطة النقاط الست وعلى تشكيل حكومة انتقالية تعمل على خلق بيئة محايدة وتمهد لانتخابات تعددية تتمتع بالنزاهة وعلى إزالة كل المظاهر المسلحة. كما اكد استعداد الأسرة الدولية لدعم الاتفاق بين الأطراف السوريين وقال انه يتوجب على السوريين وقف عسكرة هذه الأزمة مشيراً إلى تعهد مجموعة العمل اتخاذ كل الإجراءات وإرسال رسالة إلى السوريين مفادها الأمل والتصميم. وتلا أنان البيان الختامي الذي يلحظ خصوصاً إمكان أن تضم الحكومة الانتقالية في سورية أعضاء في الحكومة الحالية. وأوضح أن المشاركين حددوا المراحل والإجراءات التي يجب أن يلتزمها الأطراف لضمان التطبيق الكامل لخطة النقاط الست والقرارين 2042 و2043 الصادرين عن مجلس الأمن. ووصف المرحلة الانتقالية بأنها يجب أن تلبي تطلعات الشعب السوري وتركت هذه الصيغة الباب مفتوحاً أمام إمكان مشاركة أعضاء من الحكومة الحالية في التسوية المقترحة. وقال أنان إن على الشعب السوري أن يتوصل إلى اتفاق سياسي». وأضاف «العمل الصعب بدأ الآن وعلينا العمل معاً لتطبيق ما اتفقنا عليه.» وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الاتفاق يمهد الطريق إلى «حكومة وحدة لمرحلة ما بعد الأسد». ودعت مجلس الأمن إلى تشديد العقوبات على النظام السوري. وكان أنان ألقى كلمة في بداية الاجتماع قال فيها إن الصراع في سورية قد يُشعل الشرق الأوسط ويفجر أزمة دولية إذا لم تتفق القوى العالمية وأضاف «تلوح في الأفق أزمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سورية يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري. ولا ينبغي لأحد أن يساوره شك في ما يتعلق بالمخاطر الشديدة التي يشكلها الصراع للسوريين والمنطقة وللعالم». ومع انعقاد الاجتماع اقتحمت القوات النظامية السورية مدينة دوما في ريف دمشق صباح امس، كما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف المناطق، وأفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أحصى 50 قتيلاً على الأقل في سورية امس بينهم 36 مدنياً، وقتل 30 شخصاً وأصيب عشرات آخرون امس في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع احد القتلى المدنيين في ريف دمشق.