أعلنت السلطات اليمنية أمس فرض حظر التجول الليلي في عموم محافظة حضرموت (شرق) غداة تأكيدها إحباط هجمات جديدة لتنظيم «القاعدة» على مدينة المكلا، وتفجير ثلاث سيارات مفخخة كانت تستهدف القصر الرئاسي، ومعسكراً للشرطة، ما أسفر عن قتل ثلاثة جنود على الأقل ونهب أحد المصارف. في غضون ذلك، تجددت أمس المواجهات بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في محافظة الجوف (شمال) وسط أنباء عن سقوط أكثر 14 قتيلاً وجريحاً من الجانبين وتعثر جهود الوساطة الرامية إلى وقف القتال. وأعلنت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت أمس في بيان حظر التجول الليلي في عموم مناطق المحافظة حتى إشعار آخر، وذلك بعد أسبوع من فرضه في مناطق وسط وادي حضرموت، داعية المواطنين إلى «تجنب الحركة الليلية من التاسعة مساء وحتى صلاة الفجر، حفاظاً على سلامتهم وحتى لا يكونوا عرضة لأي طارئ». كما أعلنت اللجنة الأمنية «حظر حمل السلاح أو التجول به في داخل مدينة المكلا أو المدن الرئيسية وإلزام سائقي السيارات بمختلف أنواعها حمل وثائق إثبات ملكية السيارة وهوية مالكها، وكذا حظر حركة السيارات المخالفة لنظم المرور والتي لا تحمل لوحات أو أرقاماً». وجاءت هذه الإجراءات الأمنية غداة هجمات جديدة لتنظيم»القاعدة»على مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) قالت السلطات إنها تمكنت من إحباطها بعدما دمرت قوات الأمن ثلاث سيارات مفخخة في شارع الستين كانت تستهدف القصر الرئاسي ومعسكر شرطة أمن الطرقات وقتلت عدداً من الإرهابيين». وكانت السلطات أعلنت إصابة ثلاثة جنود خلال تصديهم للهجمات، إلا أن مصادر أمنية وطبية أكدت ل»الحياة» قتل ثلاثة جنود وجرح ثمانية آخرين أثناء اشتباكهم مع مسلحي التنظيم الذين اقتحموا بالتزامن أحد المصارف المحلية وسط المدينة ونهبوا ما بداخله من أموال». وأكد التنظيم على حساب له في «تويتر» بعد الهجمات مقتل أحد انتحارييه وإصابة ثلاثة من عناصره ونشر صوراً للانتحاري الذي يدعى باسل محمد العُمري ويكنى ب (أبو الدحداح الأزدي)، كما بث تسجيلاً مصوراً أظهر قائده الميداني وأميره على أبين جلال بلعيدي المرقشي وتطرق للحديث عن هجمات التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في أبين وشبوة وحضرموت. وتوعد بلعيدي الولاياتالمتحدة ب»العقاب الموجع» كما توعد السلطات السعودية والجيش اليمني الذي اعتبره موالياً لجماعة الحوثي، واعترف بمشاركة التنظيم في المواجهات ضد الحوثيين في الجوف ورداع وإب، مؤكداً فشل الحملة العسكرية على معاقل التنظيم في أبين وشبوة. وقال: «إن الحملات الأخيرة على أبين وشبوة التي شنتها حكومة صنعاء العميلة فشلت في الوصول إلى الأهداف التي خرجت من أجلها»، وكشف أن الهدف من العملية التي نفذها عناصر التنظيم في منطقة شرورة السعودية هدفت إلى تحرير السجينات التابعات للتنظيم لدى السلطات في المملكة. وكان بلعيدي أشرف قبل نحو أسبوع على عملية للتنظيم أقدم خلالها على خطف 14 جندياً يمنياً في منطقة الحوطة وسط وادي حضرموت كانوا على متن حافلة ركاب بزيهم المدني عائدين إلى صنعاء وقام بإعدامهم رمياً بالرصاص وذبحاً بالسكاكين قبل أن يبث على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمشاهد القتل البشعة التي هزت الشارع اليمني. إلى ذلك تجددت المواجهات أمس بين الحوثيين ومسلحي القبائل الموالية لحزب «الإصلاح» في محافظة الجوف، وأفادت مصادر محلية ل»الحياة» ب»أن 14 شخصاً على الأقل قتلوا وجرحوا في مواجهات في منطقتي براقش والصفراء في ظل هدوء نسبي تشهده بلدة الغيل التي كانت احتدمت فيها المواجهات العنيفة على مدار الأسبوع».