قتل 13 مسلحاً، على الأقل، من عناصر «القاعدة» جنوب اليمن، بينهم قيادي بارز في التنظيم، وشخصان من جنسية عربية، في غارات جوية شنتها طائرات من دون طيار يعتقد بأنها أميركية استهدفت مناطق جبلية في محافظة أبين، فيما تجددت أمس عمليات الاغتيال وسط صنعاء، باغتيال ضابط أطلق عليه مجهولون النار يعتقد بأنهم على صلة بالتنظيم، كما تجددت هجمات المسلحين القبليين في مأرب (شرق صنعاء)على خطوط نقل الطاقة الرئيسية. وأكدت مصادر محلية في أبين ل «الحياة» أن «أكثر من 13 مسلحاً من القاعدة قتلوا، مساء الجمعة ، في ثلاث هجمات متفرقة شنتها طائرات أميركية من دون طيار في مديرية المحفد التابعة لمحافظة أبين. وقالت إن من بين القتلى القيادي البارز جلال بلعيدي المرقشي، وعنصران من جنسية عربية. ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات اليمنية عن هذه الغارات، أو من «القاعدة»، لكن شهوداً في المنطقة أفادوا «الحياة» أن «واحدة من الغارات استهدفت شاحنة نقل في منطقة وادي ضيقة في المحفد، كانت محملة أسلحة ومتفجرات، وعلى متنها سبعة من عناصر لقوا مصرعهم، وبينهم جلال بلعيدي، فيما استهدفت غارتان أخريان موقعين يتحصن فيهما عناصر التنظيم في منطقة وادي مهور المجاور، ما أدى إلى مقتل ستة مسلحين بينهم سعوديان». وكان التنظيم نصب جلال بلعيد «أميراً» على مدينة جعار في محافظة أبين، بعد أن عدل اسمها إلى «وقار»، عندما سيطر على مدن المحافظة عام 2011، قبل أن يقوم الجيش اليمني مدعوماً بمليشيا «اللجان الشعبية»باستعادتها من يد مسلحي التنظيم الذين عرفوا باسم «أنصار الشريعة» قبل نحو عام. وأعاد المئات من مسلحي التنظيم انتشارهم في مناطق جبلية وعرة في أبين ومناطق صحراوية في محافظات شبوة ومأرب وحضرموت (وسط وشرق اليمن) فيما واصلت الطائرات الأميركية من دون طيار غاراتها على أهداف «القاعدة» في مناطق متفرقة، وقتلت عشرات من قادته المحليين خلال العامين الأخيرين، وسقط ضحايا مدنيون خلالها، ما زاد الانتقادات المحلية والدولية لهذه العمليات التي تنفذها واشنطن بالتنسيق مع السلطات الحكومية في اليمن. على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون يعتقد بأنهم على صلة بتنظيم»القاعدة» أمس ضابطاً برتبة رائد في أحد شوارع صنعاء، في إطار مسلسل الاغتيالات الذي تجدد خلال الأسبوعين الأخيرين وقتل فيه ثلاثة طيارين برتب رفيعة في لحج (جنوب) وضابط في الأمن السياسي (الاستخبارات) في حضرموت (شرق). وقال شهود ل «الحياة» إن مسلحين ملثمين أطلقوا النار على الرائد ياسين الردفاني لحظة خروجه من مقر عمله في أحد شوارع صنعاء الشمالية، ولاذوا بالفرار، ما أدى إلى مقتله قبل تمكن مسعفيه من إيصاله إلى المستشفى. ولم تكشف الجهات الأمنية هوية المسلحين، إلا أن مصدراً أمنياً قال ل «الحياة» إنه يعتقد بأن تنظيم «القاعدة» وراء الحادث. وكانت السلطات أعلنت أول من أمس، توقيف «خلية إرهابية» ل «القاعدة» كانت تخطط لاستهداف مسؤولين عسكريين وأمنيين ومدنيين في محافظة البيضاء، وأكد موقع وزارة الدفاع على الإنترنت، أن عدد الموقوفين من الخلية خمسة عناصر ويتم البحث عن سادس تمكن من الفرار. ونسب الموقع إليهم «عدداً من الأعمال الإرهابية»، منها «الاعتداء على منزل المحافظ بقذائف هاون، والتخطيط لاغتيال مسؤولين وقيادات أمنية». من جهة أخرى، تجددت أمس هجمات المسلحين القبليين في مأرب (شرق صنعاء) على خطوط نقل الطاقة الرئيسية من محطة التوليد الوحيدة في صافر، وذلك بعد ساعات من هجوم قالت السلطات في بيان «إن مسلحين من آل جردان في مأرب شنوه على خطوط الكهرباء، ما أدى إلى انقطاعها عن العاصمة ومناطق أخرى». ويأتي هذا التطور مع عودة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة إلى صنعاء أمس، بعد رحلة علاجية دامت نحو شهر، بالتزامن مع أداء النجل الأكبر للرئيس اليمني السابق أحمد علي صالح اليمين القانونية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي سفيراً لليمن لدى دولة الإمارات العربية.