أعلن الجيش اليمني أمس مقتل «أبو إسلام الشيشاني» القيادي في تنظيم «القاعدة»، وذلك في خامس أيام الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها على معاقل لمسلحي التنظيم في محافظتي أبين وشبوة (جنوبا)، مؤكداً تعرضهم لأكبر هزيمة بعد سقوط مواقعهم الرئيسية في مديرية المحفد. إلى ذلك، أحبط الأمن هجوماً انتحارياً استهدف مقر جهاز الأمن القومي في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) فيما قتل جندي وأصيب آخرون في هجوم استهدف نقطة أمنية على الطريق الواصلة بين لحج وعدن. وقالت المصادر العسكرية الرسمية «إن وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة وبمشاركة رجال الأمن وأبطال اللجان الشعبية شنت (أمس) هجوماً عنيفاً على مواقع الإرهابيين في منطقة سناح التي تلي منطقة المعجلة والقريبة من وادي ضيقة بمديرية المحفد في محافظة أبين مستخدمة المدفعية الثقيلة والدوشكا والمعدلات والدبابات وسلاح الطيران». وأكدت المصادر مقتل قيادي في التنظيم يدعى «أبو إسلام الشيشاني»، وأربعة مسلحين آخرين إلى جانب عدد كبير من الجرحى. وأضافت «أن الهجوم أجبر الجماعات الإرهابية إلى الفرار باتجاه وادي ضيقة تاركة خلفها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والذخائر التي استولت عليها قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية». واعتبر الجيش أن «مسلحي القاعدة تعرضوا أمس لأكبر هزيمة حيث انسحبوا من النقطتين الرئيستين التي كانوا متمركزين فيهما بالطريق الرئيسة وسط المحفد، واللتين أصبحتا حالياً في قبضة قوات الجيش». وعلى جبهة محافظة شبوة، علمت»الحياة» من مصادر عسكرية «أن الجيش استقدم أمس تعزيزات جديدة لمساندة وحداته التي تتقدم نحو مناطق ميفعة وعزان». كما حذرت قيادة المنطقة العسكرية الثالثة المواطنين من إيواء أي مسلحين فارين، وقالت إن «عناصر القاعدة لجأوا خلال الأيام الأخيرة إلى ارتداء الملابس العسكرية والتوجه إلى القرى ودخول منازل المواطنين لنهبها والاعتداء على سكانها». وفي مدينة المكلا بحضرموت (شرقاً)، أعلنت السلطات إحباط هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف فجراً مبنى جهاز الأمن القومي (المخابرات). وقال مصدر أمني رسمي «إن حراسة المبنى تمكنت من اعتراض السيارة في الحاجز الأول وقامت بإطلاق النار عليها وتفجيرها ما أدى إلى مقتل الانتحاري على متنها وتهشم زجاج المنازل المجاورة دون سقوط إصابات في أفراد الحراسة». كما أفادت مصادر أمنية ل «الحياة» بأن مسلحين شنوا هجوماً على نقطة للأمن على الطريق الواصلة بين لحج وعدن في منطقة الوهط (جنوب)، ما أسفر عن قتل قائد النقطة وإصابة آخرين». وتسعى السلطات اليمنية من خلال حملتها العسكرية على ثلاث جبهات إلى السيطرة على مواقع جبلية وصحراوية ينتشر فيها المئات من مسلحي «القاعدة» ويتخذون منها منطلقاً لشن هجماتهم. وكان مسلحو التنظيم فروا إلى هذه المناطق في منتصف 2012 إثر قيام الجيش بطردهم من مدن أبين وشبوة الرئيسة التي كانوا أعلنوها إمارات إسلامية مستغلين الاضطراب الذي رافق الانتفاضة ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.