لليوم الثالث على التوالي يهاجم جنود منشقون وعناصر من المعارضة المسلحة أهدافاً في قلب دمشق مستهدفين أحد ركائز السلطة. واستهدف انفجاران أمس مرأب قصر العدل في المرجة. وواصلت القوات النظامية قصف مواقع المعارضين وتجمعاتهم وتظاهرات مدنية في مختلف أنحاء سورية ما رفع الحصيلة إلى 80 قتيلاً حتى الخامسة بعد ظهر أمس بتوقيت غرينتش في أعقاب يوم دامٍ الأربعاء أسفر عن سقوط حوالى 150 قتيلاً. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس بأن «تفجيراً إرهابياً» وقع ظهراً في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة في دمشق «ناجم عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة لنحو عشرين سيارة كانت متوقفة في المرأب». وأشارت إلى أن «سيارات الإطفاء تعاملت مع الحريق الذي نشب بعد التفجير الإرهابي وتمكنت من إطفائه بعد دقائق قليلة»، وإلى أن «السيارة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة تعود إلى امرأة من سكان دمشق». وأوضحت أن «التفجير الثاني الذي وقع في المكان ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى كانت متوقفة بجوار السيارة التي تم تفجيرها ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير». وأفاد التلفزيون السوري عن وقوع «تفجيرين إرهابيين في مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة» مشيراً إلى أن عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل أن تنفجر. وأوضح مصدر أمني لم يكشف اسمه لوكالة «فرانس برس» أن الانفجارين ناتجان من «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيراً إلى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى عمليات قصف عنيف تطاول مدناً وأحياء سورية مختلفة طيلة النهار وتمددت رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور. وقتلت أمس امرأة إثر إصابتها برصاص قناص في دمشق. في الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في ريف دمشق على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء قتلوا نتيجة القصف على دوما، بينما قتل ستة أشخاص آخرين ومقاتل معارض في إطلاق نار واشتباكات وقصف في المدينة ومحيطها. وأشار إلى استمرار محاولات قوات النظام «اقتحام دوما». وقتل مواطن نتيجة القصف على بلدة حمورية في ريف دمشق، وآخر في بلدة عربين التي تشهد اشتباكات وإطلاق نار، وثالث في إطلاق رصاص في مدينة داريا. وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد إلكتروني أن قوات النظام تقتحم بعض الأحياء في المنطقة، وأن «الجرحى بالعشرات»، متحدثة عن «تهدم و تضرر عدد كبير من المنازل وسط نقص حاد في المواد الطبية والإغاثية». وقتل أربعة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط برتبة ملازم أول في منطقة عربين «إثر مكمن نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة»، وفق المرصد الذي أشار إلى اشتباكات تلت المكمن. وأشار المرصد إلى تمدد الاشتباكات فجراً إلى منطقة السيدة زينب قرب دمشق. في محافظة حمص (وسط)، قتل مدنيان وأربعة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في «اشتباكات وقعت إثر اقتحام القوات النظامية ومجموعات تابعة لها البلدة»، وفق المرصد. كما قتل مقاتل في البويضة الشرقية في ريف القصير. وقتل مواطن في بلدة تلبيسة في ريف حمص إثر تجدد القصف على البلدة. وقتل مواطن في حي جورة الشياح في مدينة حمص التي تتعرض أحياء فيها منذ نحو شهر لقصف متواصل تترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر، ومقاتل آخر في حي الخالدية، وفق المرصد. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف تجدد أيضاً على أحياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من «انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه». في مدينة دير الزور (شرق)، قتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة وطفل «نتيجة إطلاق النار والقصف والاشتباكات التي تشهدها أحياء عدة». في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مواطنين، اثنان منهم بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس نتيجة القصف الذي شهدته بلدة الحراك في الريف، وثالث برصاص قناص في بلدة جاسم. في مدينة إدلب (شمال غرب)، قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة خان شيخون. وقتل مدني برصاص القوات النظامية قرب بلدة معرة النعمان. وقتل ما لا يقل عن 19 عنصراً من القوات النظامية، بينهم ضابط برتبة مقدم في اشتباكات في محافظات دير الزور ودرعا وحمص وإدلب وحلب. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين لوكالة «سانا» إنه «للمرة الخامسة تُفشل المجموعات الإرهابية المسلحة الجهودَ التي بذلها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري والسلطات المحلية في مدينة حمص لإخراج الجرحى والمرضى والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من مخلب العنف والدمار اللذين تمارسهما المجموعات الإرهابية المسلحة الموجودة في بعض أحياء حمص من دون أية مبررات على الإطلاق سوى إصرار هذه المجموعات على استمرار ممارسة القتل والإجرام بحق هؤلاء المواطنين الأبرياء». ونقلت عن المصدر أن «الحكومة السورية قدمت للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري كل التسهيلات اللازمة من أجل إخلاء هؤلاء المواطنين الأبرياء وتقديم الدواء والغذاء والأمان لهم»، مضيفاً: «بعد محاولات بذلتها هذه المنظمات طيلة أيام عدة أبلغت المجموعات المسلحة منظمة الصليب الأحمر الدولي رفضها السماح لأي إنسان مغادرة الأماكن التي تسيطر عليها». وأكد المصدر أن سورية «ستستمر في بذل كل جهد ممكن دفاعاً عن شعبها وأنها ستتحمل مسؤولياتها كاملة في إخراج هؤلاء المدنيين الأبرياء من محنتهم ومنع المجموعات الإرهابية المسلحة من الاستمرار في سفك الدماء السورية». إلى ذلك، أشارت الوكالة الرسمية إلى أن «مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة الحصن في ريف حمص اغتالت الدكتورة أحلام عماد الأستاذة في كلية الهندسة البتروكيميائية في جامعة البعث» في وسط البلاد، حيث «اقتحمت المجموعة الإرهابية منزل الدكتورة عماد وقامت بإطلاق النار عليها وعلى أفراد عائلتها ما أدى إلى مقتلها على الفور مع أمها وأبيها وثلاثة من أبناء أختها. وزادت الوكالة الرسمية أن أهالي الحي الذي تقيم فيه الدكتورة عماد «أخبروا الجهات المعنية عن الحادثة حيث تدخلت الجهات المختصة واشتبكت مع الإرهابيين الذين ارتكبوا المجزرة ما أدى إلى مقتل 10 منهم بينهم اثنان من جنسيات عربية وعرف من الإرهابيين المقتولين أحمد محمد ديب حيدر وأيهم محمد ديب حيدر وخالد أحمد الجلخ ومحمد عمر الكافي وعلي عبدو الطلي وسعد خالد بيطار وعلاء العمر وإصابة أكثر من 20 آخرين». كما أشارت إلى أن «الجهات المختصة اشتبكت خلال ملاحقتها المجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة تل دو مع الإرهابي خالد محمد وليد عبدالواحد وأسفر الاشتباك عن مقتله ومصادرة أسلحة كانت بحوزته شملت بندقية آلية وقناصة وست قنابل وكمية من الذخيرة. كما فككت وحدات الهندسة في حمص اليوم عبوتين ناسفتين مزروعتين في محطة الغاز بقرية كفر عبد».