اطلع اعضاء كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان من رئيسها فؤاد السنيورة على وقائع جلسة الحوار الثانية التي عقدت اول من امس، ورأوا في بيان صادر بعد الاجتماع الدوري للكتلة امس، «أن حزب الله لا يزال على موقفه الرافض مناقشة مبدأ وضع سلاحه في كنف الدولة وتحت إمرتها، وسط اصرار على بقاء هذا السلاح بعيداً من سلطة الدولة تحت حجج جديدة كان آخرها حماية استخراج الثروة النفطية المرتقبة من الأطماع الإسرائيلية، وهذا كفيل بتحويل الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني والقوى الأمنية أدوات خادمة لمشروعه، وفي الوقت نفسه خارج مهمات الدفاع الوطني». وتوقفت الكتلة أمام «بعض الأحداث والمواقف والتطورات التي شهدتها البلاد وبيروت خلال الأيام والساعات الماضية، ما أعاد إثارة هواجس التسيب الأمني والارتباك السياسي وسط حال من التجرؤ المتكرر على الدولة وهيبتها». وشددت على «أن استخدام اللغة والأدوات والمصطلحات الطائفية والمذهبية مرفوض ومستنكر من أية جهة أتى، فبلدنا بحاجة الى اللغة الهادئة الرصينة الجامعة وليس إلى التعدي والتجريح والاستفزاز والإثارة». ولفتت الى ان «حرية الإعلام وعمل وسائل الإعلام الملتزمة القانون مقدسان، ولا يمكن السماح أو التهاون مع أية محاولات للمس بهما، كما أن الاعتداء السافر على وسائل الإعلام ومحطة تلفزيون «الجديد» أو أية وسيلة إعلامية عمل جبان مرفوض ومستنكر ولا يمكن القبول به أو السكوت عنه». التفلت الامني وطالبت الكتلة «القوى الأمنية بالقبض على المسلحين المعتدين المعروفين بالاسم والصورة الذين نفذوا الاعتداء على التلفزيون «الجديد»، وكذلك على العناصر المسلحة المساندة المعروفة الانتماء التي قامت بقطع الطرق في العاصمة ليل أمس في تعد واضح على الأمن الوطني». ورأت ان «أسباب ما جرى في الأمس في شوارع بيروت، واضحة وجلية، وهي ظاهرة من ظواهر تفريخ السلاح الخارج على الشرعية الذي يرعاه سلاح «حزب الله» ويحميه ويشرف عليه. ولهذه الأسباب يزداد الانفلاش والتفلت الأمني في عدد من المناطق التي تشهد كل يوم تعدياً جديداً على الاستقرار وعلى الحريات». ولفتت الى انه «سبق للبنان أن شهد، بحجج مختلفة، تفشياً لوباء السلاح والمسلحين والخروج على الدولة والنظام، وموجة الوباء سيكون مصيرها كباقي التجارب السابقة أي الخراب والدمار والويلات والانعكاسات السلبية على الموسم السياحي والنمو الاقتصادي وعلى مصالح المواطنين وسمعة البلاد واستقرارها». وهنأت الكتلة الشعب المصري والرئيس المنتخب محمد مرسي، معتبرة «أن كل الأنظار موجهة الآن إلى هذه التجربة الجديدة الرائدة، وما ستحمله من معالم تطور ورقي وتقدم، وهي ترى أن الحفاظ على الحرية والنظام الديموقراطي وآلياته مع احترام الممارسة الديموقراطية ومبدأ تداول السلطة والحفاظ على التنوع والتعددية والوحدة الوطنية وعدم الاستئثار في ظل الدولة المدنية لا الدينية، ستكون المقياس في الحكم على هذه التجربة ونجاحها». واستنكرت الكتلة «مواصلة النظام السوري حملته السافرة لإبادة سكان القرى والمدن السورية بدل التجاوب مع مطالب الشعب بالحرية والكرامة والمشاركة والإصلاح». ورأت انه «بات واضحاً أن النظام السوري المستمر في اعتماد أسلوب الإبادة والقتل، يحاول جاهداً إشعال الحرائق من حوله، إن في لبنان أو عبر محاولة افتعال نزاع مع تركيا على أمل حرف الأنظار والأحداث عن الثورة السورية المباركة ومحاولة استدراج نزاع إقليمي أو دولي في المنطقة. إن النظام في سورية يصنع مصيره بيده ويتجه ببلده نحو الهاوية والخراب والتدمير غير آبه بدروس الأمس القريب حيث لا رجعة إلى الوراء ولا بقاء للظلم والاستبداد».