يبني «برنامج رائدات الأعمال الأفريقيات»، شبكات بين سيدات الأعمال الناشئة في البلدان الأفريقية جنوبي الصحراء الكبرى، واللواتي يتولين إدارة مشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة تساهم في تقدم مجتمعاتهن الأهلية وبلادهن. وحضرت 50 رائدة أعمال من 37 بلداً أفريقياً الاجتماع الثالث للبرنامج في واشنطن، والذي أطلقته وزارة الخارجية الأميركية عام 2010. وتمضي مندوبات برنامج رائدات الأعمال الأفريقيات ثلاثة أسابيع سنوياً في الولاياتالمتحدة، لتعلّم الممارسات الفضلى وطرق التصدي للتحديات المشتركة عبر اجتماعات مهنية حول التنمية مع صناع السياسة وجمعيات واتحادات الصناعة والمنظمات التي لا تبغي الربح ورجال الأعمال. وتتولى المشاركات في اجتماع العام الجاري إدارة شركات أعمال في قطاعات تصنيع، تشمل التصنيع الزراعي والتصنيع الغذائي والمنسوجات وديكور المنازل والملابس ومستحضرات التجميل. وتصدّر شركات كثيرة منتجاتها إلى البلدان الأفريقية الأخرى، وإلى أوروبا وإلى الولاياتالمتحدة، ولها وجود على الإنترنت. وهناك رائدة أعمال نشطة من غانا، اسمها فرانشسكا برندا أوبوكو، هي المؤسسة والمديرة التنفيذية والرئيسة لشركة «سوليوشن أُوايسيس» (واحة الحلول)، التي تنتج مستحضرات تجميل من الكاكاو. وعلى رغم أن مصنعها الصغير لا يوظف مباشرة سوى 15 عاملاً وعاملة، لكن شركة أوبوكو تعمل مع العديد من النساء في الجزء الشمالي من البلاد، حيث يجمعهن الرماد والزيوت الطبيعية المستخدمة في منتجات «سوليوشن أُوايسيس». وفي أوقات ذروة الإنتاج، توظف أوبوكو 200 شخص. وأدركت أوبوكو بعمق الطرق الإيجابية التي تؤثر بها شركتها على العاملين لديها وعلى المجتمع الأهلي المحيط بها. وقررت إنشاء معملها خارج العاصمة الغانية أكرا، كي تؤمن وظائف لسكان المناطق الريفية، وتمكّنهم من تجنّب صعوبات عملية الانتقال إلى المدينة. وهي توضح أن العاملين لديها وعائلاتهم يستفيدون من الطلب المتزايد على منتجات شركتها في الأسواق الخارجية. ومع ازدياد المداخيل جراء الإنتاج الأعلى، يتمكن العاملون لديها من دفع أجور تعليم أبنائهم وشراء السلع والخدمات الأخرى التي لم تكن في متناولهم من قبل. أما سيدة الأعمال الرواندية، غلوريا كامانزي أويزيرا، مؤسسة شركة للفنون والأزياء اسمها «غلو كرييشينز»، فلديها خمسة موظفين بدوام كامل وجميعهم يستخدمون أجورهم لتسديد رسوم تعليم أولادهم وتغطية النفقات العائلية الأخرى. وتوظف ويكو ريسبا، التي تدير متجراً صغيراً متخصصاً في التطريز وتعاونية نسائية للتطريز في تشاد، الأرامل واليتامى المتروكين في أوضاع صعبة جراء عدم الاستقرار في البلاد، وتخطط أيضًا لمشاريع من أجل توظيف الفتيات المصابات بفيروس «إتش آي في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). وأوضحت: «بالنسبة إلينا في أفريقيا، العائلة مهمة جداً، فالوظائف لا تعيل شخصاً واحداً فقط، إنما المحيطين به من أفراد العائلة وجيرانهم». وتوافق المندوبات في «برنامج رائدات الأعمال الأفريقيات» أن أفريقيا في حاجة إلى مزيد من ريادة الأعمال لتحسين تنميتها السياسية والاقتصادية. فريادة الأعمال لا توزع الثروة على الناس العاديين وحسب، إنما تعزز أيضاً اقتصاد البلاد والعلاقات التجارية مع باقي العالم. ويعتبر «برنامج رائدات الأعمال الأفريقيات» مكملاً لقانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا)، ويزود رائدات الأعمال الأفريقيات بالمعلومات والاتصالات اللواتي يستطعن استخدامها لتحسين العمليات في شركاتهن، وتأمين الشراكات العامة - الخاصة، وتوسيع دور المرأة في تشكيل المناخ الوطني للأعمال في بلدانهن.