واشنطن– «نشرة واشنطن» - خرج رواد أعمال شباب مغاربة حضروا «المؤتمر الأميركي-المغاربي لريادة الأعمال» في الجزائر بدرس مفاده أن «لا مكان للتخوّف عندما يتعلق الأمر بإنشاء عمل تجاري جديد». واستضاف المؤتمر الذي نظّمته وزارة الخارجية الأميركية و «مجلس الأعمال الأميركي-الجزائري»رواد أعمال تونسيين ومغربيين وجزائريين وأميركيين في حلقات نقاش وورش عمل في الأول والثاني من الشهر الجاري، وساهم في إنشاء شبكات تواصل لقادة أعمال صاعدين من شمال أفريقيا. واستلهمت فكرة عقد المؤتمر من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة عام 2009 وبعد «القمة الرئاسية لريادة الأعمال» التي عقدت في واشنطن في نيسان (أبريل) الماضي. وتؤدي برامج ريادة الأعمال في «المعهد الوطني للبريد والاتصالات عن بُعد» في الرباط دوراً مهماً في إعداد المغاربة لقيادة بلدهم على درب المستقبل. وافتتح المعهد فرعاً ملحقاً في الدارالبيضاء في أوائل العام الجاري يركز اهتمامه في التدريب على الإدارة والتسويق. وقال طالب الهندسة في المعهد المغربي محمد شكيب أوابي، الذي يترأس فيه «اتحاد الطلاب للأعمال الحرة»، إنه حاول التواصل مع أشخاص يستطيعون تمويل الاتحاد أو توجيهه كي يساعد الطلاب. وتشمل مشاريع «اتحاد الطلاب» مشروع «سياحة تازة البيئية الخضراء»، الذي يدعم السكان الريفيين الفقراء عبر جلب السياح إلى القرى لتجربة الحياة المغربية «التقليدية»، ومشروع «ديكو بيتي»، الذي يساعد النساء اللواتي يعانين إعاقات في تشغيل تعاونية للخياطة. أما حمزة الفاسيكي، الطالب في جامعة «سيدي محمد بن عبد الله» وعضو «الجمعية المغربية لأصدقاء اللغة الإنكليزية»، فقال إنه استفاد من رواد الأعمال ذوي التفكير المماثل في المؤتمر. وأضاف: «استوعبت الكثير من الأساليب التي يمكن أن أستخدمها لتنفيذ مشروعي للامتياز المصغّر، وساعدتني مجموعة من بطاقات العمل والنصائح المباشرة في تمهيد طريقي في ريادة الأعمال». وكان الفاسيكي بدأ قبل بضعة شهور في وضع حجر الأساس لمشروع امتياز مصغّر، على غرار شركة «فان للحليب» في غانا. ويوفر المشروع دراجات هوائية مزودة بمبردات للمغاربة العاطلين من العمل، كي يتجولوا بها في الأحياء ويبيعوا منتجات مثلّجة. وأوضح أن الشركات المنتجة لهذه المنتجات تستفيد من إيصال منتجاتها إلى أسواق غير مستغلة. وأشار إلى أن الترويج لريادة الأعمال بين الشبان المغاربة يشكل عنصراً مهماً في جذب الأعمال من الخارج. وتابع إن الشراكات بين رواد الأعمال الأميركيين والمغاربة ستؤدي إلى مزيد من الاستثمار في الاقتصاد المغربي. التجربة التونسية إلى ذلك، أصبح رجال الأعمال التونسيون الذين حضروا المؤتمر يدركون «الأهمية المحورية والحيوية لمؤسسات الأعمال الصغيرة وريادة الأعمال بالنسبة للدول النامية». وأشارت المديرة التنفيذية لشركة «تيبيك» التونسية، مؤسستها سليمة عبو، الى ان ريادة الأعمال قد تمثل السبيل الأمثل لإيجاد فرص عمل في بلدها. وأتاح لها المؤتمر أن تتعرف على تصورات وآفاق جديدة في ريادة الأعمال. وقالت: «باتت لدي نظرة مختلفة عن أفكار جديدة حول ريادة الأعمال الاجتماعية ومسؤولية الشركات، وهذه كانت مجرد كلمات عديمة المعنى في تونس في السابق، لكنها جعلتني أتيقّن من أن ثمة أموراً يمكننا القيام بها جعلتنا نفكر بأمور خارج الإطار المعهود». وأبصرت شركة «تيبيك» النور عام 2004، حين علمت عبو أن اصدقاءها أرادوا البحث عن منتجات تونسية تقليدية وشراءها على شبكة الإنترنت، وهي تسوّق منتجات تونسية عادية، مثل زيت الزيتون والمنسوجات ومستحضرات التجميل. وتتطلع عبو، التي توظف شركتها عشرة أشخاص فقط، إلى التمكّن من تصدير منتجاتها إلى خارج تونس. وتعاونت لهذا الغرض مع شركات إسبانية ويابانية وترغب في العمل مع شركات أميركية. وقال مبارك بخاري، الرئيس والمدير العام ل «بوابة الدفع العالمية»، ان المؤتمر وفر لشركته فرصة للنمو عبر إنشاء شبكات تواصل. وأضاف: «لقد قمت ببعض الاتصالات مع جزائريين، لأنني معني بالعمل في السوق الجزائرية، وأنا في حاجة إلى بعض الشركات التي تساعدني على فهم السوق الجزائرية». وكان بخاري أسس شركة «بوابة الدفع العالمية» عام 2009 كي يوفر لزبائنه خدمات مؤمّنة لدفع المستحقات المالية عبر الهاتف الخليوي وبواسطة الشبكة الإلكترونية. وستوظف شركته، التي تضم حالياً 8 موظفين، نحو 15 عاملاً إضافياً في كانون الثاني (يناير) المقبل، لتلبية الطلب المتنامي على خدماتها. ولفت مؤسس شركة «ستارز إلكترونيكس» ومديرها علي بالإخوة، إلى أن المؤتمر سيعمل على تحسين العلاقات التجارية بين شمال أفريقيا وأميركا. وأسس بالإخوة، الذي تخصص في الهندسة الكهربائية في أميركا، شركة «ستارز إلكترونيكس» للإلكترونيات وتجميع الكابلات عام 2002 وشغل خمسة موظفين. ولدى ستارز الآن 20 موظفاً بدوام كامل، كما تستخدم موظفين موقتين بحسب الحاجة. ولفت الى أنه يتطلع إلى عقد مؤتمرات إقليمية حول ريادة الأعمال مستقبلاً.