أبدت أوساط أمنية إسرائيلية تحسبها من أن يكون إشعال النار في مسجد قرية جبع الفلسطينية شرق رام الله فجر أمس، بداية سلسلة «عمليات إرهابية» جديدة للمستوطنين المتطرفين على خلفية امتثال الحكومة لقرار المحكمة العليا إخلاء خمسة مبان استيطانية في حي «هأولباناه» شمال رام الله حتى موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن اعتداء أمس على المسجد هو الأول منذ ستة أشهر، ونقلت عن جيش الاحتلال اشتباهه بمستوطنين متطرفين نفذوا الاعتداء، وكتبوا شعارات على جدران المسجد توعدوا فيها بمزيد من العمليات الانتقامية، مثل «الحرب بدأت» و «جباية الثمن». وكان مصلون فوجئوا لدى توجههم لأداء صلاة الفجر بحرق جزء من المسجد وبالشعارات العنصرية على جدرانه، فاستدعوا جيش الاحتلال. ومنذ سنوات، تقوم مجموعة من المستوطنين بالانتقام من الفلسطينيين بالاعتداء الجسدي عليهم وحرق أماكن عبادتهم في كل مرة يتخذ فيها جيش الاحتلال قراراً يتعلق بالمستوطنات ولا ينال استحسانهم. وعزت أوساط أمنية الاعتداء إلى نية المستوطنين توتير الأجواء، بعد أن أعلن عدد من أركانهم أنه يعد العدة لمقاومة عنيفة للجيش في حال أقدم على إخلاء المباني الخمسة من مستوطنيها. وارتفعت وتيرة التهديدات ب «جباية الثمن» من الفلسطينيين في أعقاب التدريب الواسع الذي نفذته أعداد كبيرة من الشرطة الإسرائيلية أول من أمس حاكى إخلاء المباني. ودان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في بيان الاعتداء على المسجد، وقال إن «الحديث هو عن خارجين عن القانون من عديمي الصبر الذين لا يتحلون بالمسؤولية، وسنتحرك ضدهم ونلاحقهم لتقديمهم للمحاكمة». ووصف وزير الدفاع إيهود باراك الاعتداء ب «العمل الخطير والإجرامي الذي يبغي إثارة المشاكل والتوتر في الضفة الغربية وصرف نظر الجيش وقوات الأمن عن الاهتمامات اليومية، ضمنها حماية المستوطنين في الضفة. وأضاف أنه أصدر تعليماته للجيش بالتحرك بكل الوسائل لاعتقال الفَعَلة وتقديمهم إلى المحاكمة. وقال الجيش إنه ينظر ببالغ الخطورة ل «الحادث الذي يشكل خطراً للاستقرار الأمني في المنطقة». وقال مصدر أمني كبير إن الجيش لم يفاجَأ بالاعتداء اذ «أن هناك مجموعات تتعمد التصرف العنيف، وهو ما يجب أن يبعث على قلق الجيش».