صعّد المستوطنون في الضفة الغربية اعتداءاتهم على الفلسطينيين باضرامهم النار في مسجد في قرية جبع، شرق رام الله، واحراقه بشكل كامل. وقام المعتدون بكتابة شعارات على جدارن المسجد يعلنون فيها أن "الحرب بدأت" متوعدين المواطنيين الفلسطينيين أنهم "ستدفعون الثمن". وفي أول تعليق له على الحادثة وصف الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي "الاعتداء بالخطر على الاستقرار في المنطقة". وتأتي عملية احراق المسجد ضمن سلسلة اعتداءات نفّذها المستوطنون في الضفة والقدس في اعقاب قرار اخلاء مستوطنة "اولبانا"، القائمة على اراض فلسطينية، والتي اقرت المحكمة الاسرائيلية عدم قانونيتها، واصدرت امراً باخلائها، لكن المستوطنين وبدعم وزراء ونواب يمين متطرفين، خرجوا بحملة واسعة لمنع تنفيذ القرار واخلاء المستوطنة. وكانوا استبقوا احراق المسجد بتدمير العديد من سيارات الفلسطينيين وتخريب بيوتهم وقلع اشجار الزيتون وتخريب المزروعات وكتابة شعارات على بيوت الفلسطينيين. وكان تقرير للاتحاد الاوروبي حول اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين اشار الى ان المزارعين يتحملون ثقل الترهيب من جانب المستوطنين في نطاق حملة استيطانية من العنف الممنهج والمتزايد. اذ يقوم المستوطنون اليهود في الضفة الغربية بحملة ممنهجة ومتزايدة ضد المزارعين الفلسطينيين وعائلاتهم وأطفالهم، بينما تغض السلطات الاسرائيلية الطرف عن هذه الممارسات. وكشف التقرير ان عنف المستوطنين ضد الفلسطنيين تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الاخيرة، ووصل إلى المئات من حوادث الاعتداء، فيما اغلقت السلطات الاسرائيلية اكثر من 90 في المئة من الشكاوى المقدمة ضد مستوطنين من فلسطينيين للشرطة الاسرائيلية والجيش بعد الاعتداء عليهم. ووصف التقرير الاعتداءات ب"ظاهرة مثيرة للقلق"، معتبراً الحماية التي يحظى بها المستوطنون من الجيش عند تنفيذ الاعتداءات وعدم معاقبتهم انما تزيد خطورة هذه الانتهاكات وتوفّر بيئة يستطيع المستوطنون التصرف فيها وهم متمتعون بالحصانة.