أكد وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن (حزب الله) أن «من حق البعض أن يناقش في سلاح المقاومة لكن عليه تقديم البديل»، مشدداً على أن «لبنان ينأى بنفسه، ليس عن أحداث سورية فقط، بل عن المذهبية والتحريض وتفتيت الأمة»، ومعتبراً في لقاء حواري في بلدة معركة في جنوب لبنان أمس أنه «لولا وجود شركاء محليين لهذه المؤامرة لما استطاعت أن تمر في أي مكان من العالمين العربي والإسلامي». وقال: «عقدنا جلسة حوار أولى وسنعقد جلسة ثانية، ومن حق البعض أن يطرح الإشكالية ويناقش في سلاح المقاومة، لكن عليه أن يقدم لنا البديل». وسأل: «هل البديل هو إضعاف لبنان؟ عندما يريد أحد أن يطرح ما يراه او فكرة أو رأياً ما، عليه أن يقدم رأياً واقعياً. وهل كان الجنوب ليتحرر لولا وجود مقاومين؟». وتابع: «معادلتنا هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، أما معادلتكم الديبلوماسية فلم ترجع لكم الجزء الشمالي من قرية الغجر ولا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عندما كنتم في الحكم، وكان الأميركيون والأوروبيون يذهبون ويعودون، ولو كان باستطاعة الديبلوماسية أن تعيد الأرض لكان يجب أن يقدموا لكم ما تتسلحون به في طاولة الحوار». وقال: «من الذي يستخدم الخطاب المذهبي والتحريضي والطائفي في لبنان؟ هل أحد من فريقنا يستخدمه؟ لدينا مشروع ورؤية متكاملة، فلا نحتاج إلى الخطاب المذهبي لنكسب جمهوراً». ورأى أن «هذه الحكومة، وكما كل شيء، لها إيجابيات وسلبيات، فواحدة من إيجابياتها أنها استطاعت أن تجنب لبنان الكثير في زمن كثير التعقيدات، وهي على رغم أنها مكونة من تحالف عريض، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز الكثير من الصعوبات، لا سيما في الفترة الأخيرة، من خلال تأمين كيفية الإنفاق والاتفاق على دستوريته وقانونيته». وقال: «من الممكن أن لا تظهر هذه الإنجازات لأن الناس لا تشعر بآثارها في هذا الزمن الصعب، ولكن هذه الحكومة عملت على تعديل الأجور في القطاع العام، مع مفعول رجعي وسلسلة أجور ورواتب». وأضاف: «هذه الحكومة أنهت موضوع النفط الذي أصبح في مراحله الأخيرة، وهو موضوع بالغ الأهمية بخاصة في المجال الاقتصادي للمستقبل الحكومي. وصحيح أن هناك مشكلة في الكهرباء والمياه والاقتصاد والبطالة والدين العام، لكنها ليست مشكلات هذه الحكومة، وهي لم تستطع أن تحلها لأن هذه المشاكل تحتاج إلى حكومة في أحسن حالاتها الأمنية والاقتصادية المستقرة، وتراكم التعقيدات الموجودة على مدى سنوات طويلة لا يسمح بحلها خلال عام مليء بالأحداث التي شهدناها في الفترة الماضية». وأكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن «الحوار ضرورة في كل فترة لأنه يحصن لبنان ويساهم في إيجاد المعالجات المناسبة للأزمات التي تعصف به». وقال في احتفال تأبيني في بلدة كفرا في جنوب لبنان إن «الفلتان الأمني الذي نشهده في الشمال يهدد الأمن والاستقرار في كل الوطن، ونحتاج إلى إيجاد معالجات هادئة على طاولة الحوار، لنحفظ أمن الشمال ونوفر مناخات مناسبة ليؤدي الجيش المهمات الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار». وأكد «أن إدخال البعض لبنان في آتون الأزمة السورية وتداعياتها، يرتد سلباً على الأمن في بلدنا»، لافتاً إلى «أننا نشهد تبادلاً للقصف، ومجموعات تتسلل نحو الداخل، وتهريب أسلحة ومسلحين، واستقدام بواخر سلاح إلى لبنان لتهريبها، وإلى فلتان الأمن في بعض المناطق تحت شعار «إغاثة النازحين السوريين» مع العلم أن فيهم الكثير من المسلحين»، معتبراً «أن هذا الأمر ربما ينعكس سلباً على لبنان، وهو في حاجة إلى توافق وطني لمعالجته، حتى لا نأخذ الوطن كله بجريرة التداعيات السلبية للأزمة السورية». ورفض النقاش في جدوى رهانات البعض على الأزمة السورية وما يأمله منها، وقال: «لنا رؤيتنا في هذا المجال، لكن علينا أن نتفاهم على طريقة تنأى بلبنان عن أن يضعه البعض في آتون هذه الأزمة، فيخربوا أمنه واستقراره، ما يؤثر ذلك في وضعه السياسي والاقتصادي وفي كل الأوضاع المدنية فيه». وقال: «هناك أمور أخرى تستدعي الحوار، وهي استكمال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار السابقة، واستكمال البحث في التوصل إلى منهجية سليمة في اعتماد الاستراتيجية الوطنية للدفاع»، آملاً ب «أن تشاركنا بقية الأطراف الإيجابية التي ندخل بها إلى طاولة الحوار».