بكى العالم وأوساط هوليوود، الممثل الاميركي روبن وليامز الذي توفي بعدما شنق نفسه على الارجح، فيما اكد الممثلان بن افليك ومات دايمن انهما «مدينان له بكل شيء». بن أفليك الذي كتب سيناريو فيلم «غود ويل هانتينغ»، ومثّل فيه مع مات دايمن فيما حاز وليامز أوسكار افضل ممثل في دور ثانوي عن مشاركته فيه، عبّر عن «حزنه الشديد». وكتب الممثل والمخرج عبر شبكة «فايسبوك»:»شكراً ايها القائد لصداقتك وما منحته للعالم». وأضاف: «لقد حول احلامي وأحلام مات الى حقيقة. بماذا ندين لشخص قام بذلك؟ بكل شيء». وأكدت شرطة مارين كاونتي شمال سان فرانسيسكو حيث كان يقيم وليامز مع زوجته الثالثة ترجيح فرضية الانتحار شنقاً على رغم تواصل التحقيق. وكانت المرة الاخيرة التي شاهدته فيها زوجته حياً مساء الاحد الماضي، ومن ثم عثر عليه مساعده الخاص قبيل ظهر الاثنين ميتاً مع حزام محكم حول عنقه. ونسبت وفاة هذا الفنان البالغ من العمر 63 عاماً «بشكل اساسي» الى «الانتحار اختناقاً بسبب الشنق»، على ما قال اللفتنانت كيث بويد خلال مؤتمر صحافي. وأوضح أن المعصم الأيسر للممثل مشطوب وقد عثر على سكين قربه مضيفاً ان «لا وجود لآثار مقاومة» ظاهرة. وأشار الى ان الفنان لجأ قبل فترة قصيرة الى «المساعدة للمعالجة من الاكتئاب». وقال البروفسور ميشال رينو رئيس دائرة علم النفس في مستشفى «بول بروس» قرب باريس ان «الفنانين هم في غالبية الاحيان أكثر الاشخاص حساسية، وتكون المشاعر عندهم اقوى. هذا يجعل منهم كتاباً وشعراء وموسيقيين وممثلين موهوبين، لكن خلف هذه الواجهة غالباً ما يكونون قلقين ومكتئبين ويعانون من اضطراب ثنائي قطب». وتحدث روبن وليامز علناً في الماضي عن مشاكله مع ادمان الكحول والمخدرات، وأقر هذا الفنان المعروف عنه ادمانه على العمل انه وقع مجدداً في فخ الكحول للصمود امام وتيرة تصوير الافلام. وله افلام كثيرة لا تزال في مرحلة ما بعد الانتاج في الاشهر المقبلة. ووضع معجبون بالممثل باقات زهر ورسائل على نجمته على رصيف الفن في هوليوود فضلاً عن مقعد في بوسطن يرد في فيلم «غود ويل هانتينغ». وتوالت الاشادات من مجهولين ومشاهير. وكتبت الممثلة غولدي هون عبر تويتر: «روبن قلوبنا محطمة. أرقد بسلام. نحن نحبك»، في حين وصفه الممثل جيمي فوكس بأنه «ملك الكوميديا، لا يعوض». وحيّا وزير الدفاع تشاك هيغل ذكراه باسم عشرات آلاف المقاتلين القدامى الذين غالباً ما رفّه عنهم في العراق وأفغانستان خلال الحرب. اكاديمية علوم السينما وفنونها التي منحته اوسكار عن دوره في «غود ويل هانتينغ» (1997) وجهت تغريدة جاء فيها «انت حر» مرفقة بصورة مأخوذة من فيلم ديزني «علاء الدين» الذي اعار الممثل صوته الى الشخصية الرئيسة فيه. وأرسل روبن وليامز التغريدة ما قبل الاخيرة في 30 من الشهر الماضي، وكانت مكرسة للجزء الثالث من فيلم «نايت آت ذي ميوزيوم» الذي يعرض في الصالات نهاية السنة الحالية. اما التغريدة الاخيرة فكانت في اليوم التالي بمناسبة عيد ميلاد ابنته زيلدا. وخلال مشاركته في برنامج «إينسايد ذي اكتورز ستوديو»، سُئل الممثل: ما الذي يريد ان يسمعه من الرب لدى وصوله الى الجنة؟ فقال ممازحاً: «في حال كانت الجنة موجودة سيكون من الرائع جداً ان نعرف ان الضحك قائم فيها». واستشهدت ابنته زيلدا في تغريدة بكتاب «الأمير الصغير» وكتبت: «سيكون لك انت نجوم تعرف الضحك!». وفي بيان روت الشابة البالغة 25 سنة ان والدها «كان حنوناً دائماً حتى في أحلك المراحل التي مر بها»، وأن «في غيابه بات العالم بأسره أكثر قتامة وأقل ألواناً وضحكاً».