أ ف ب - تعهد الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن عدم التخلي عن أفغانستان، في وقت تستعد القوات الأجنبية لسحب كل قواتها القتالية من هذا البلد بحلول نهاية 2014. وقال في كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطنية بالعاصمة الأسترالية كانبيرا: «لن نتخلى عن أفغانستان، ولن نترك فراغاً أمنياً وراءنا»، مشيراً إلى أنه يعول على تخلي الرئيس حميد كارزاي عن الترشح في الانتخابات المقبلة. وأشار إلى أن شركاء في الحلف سيخفضون وجود قواتهم خلال الفترة الانتقالية، لكنهم سيحافظون على التزاماتهم طيلة الفترة الانتقالية، وحتى نهاية 2014». وأبدى راسموسن تفهمه لنفاد صبر الرأي العام حيال استمرار النزاع في أفغانستان، ورغبة الجميع في الوصول إلى «نهاية النفق». وقال: «يريد الناس رؤية تقدم، وأنا أيضاً، لكن جميع الشركاء قرروا إبقاء التزامهم حتى تتكلل هذه العملية بالنجاح. هذا أمر مشجع على رغم الأزمة الاقتصادية وتراجع تأييد الرأي العام للوجود الأجنبي في أفغانستان». ترافق ذلك مع إعلان قائد قوات «الناتو» في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن، أن قوات الحلف لن تستخدم الغارات الجويّة على منازل المدنيين، بل ستبقيها الخيار الأخير للدفاع عن النفس. وأفاد بيان أصدره ألن بأنه «أمر قوات التحالف بعدم شن غارات جويّة، ما يشكل خطوة أخرى لتعزيز جهودنا في حماية المدنيين الأفغان. وسنستخدم طرق تقليدية أخرى ضد المتمردين بالتنسيق مع القوات الحكومية». واستدرك بأن القوات الأفغانية ونظيرتها في الحلف ستحتفظ بحقها الطبيعي في استخدام الذخائر الجويّة للدفاع عن النفس، في حال عدم وجود خيارات أخرى»، علماً أن 18 مدنياً قتلوا في غارة للحلف على ولاية لوغار (شرق) الأسبوع الماضي، ما أغضب المواطنين والرئيس كارزاي الذي طلب وقف «الناتو» إطلاق النار على المنازل في أي ظرف. إلى ذلك، صرح راسموسن بأن الحلف لا يزال يأمل بإعادة فتح، «في وقت غير بعيد» خطوط الإمداد إلى قواته في أفغانستان عبر باكستان المجاورة والمقفلة منذ مقتل 24 جندياً باكستانياً في غارة جوية أميركية على معسكرهم في منطقة صلالة الحدودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وذلك على رغم إبرام اتفاقات عبور جديدة مع ثلاث دول في آسيا الوسطى. وقال: «اتفاقات المرور التي أبرمها الحلف مع أوزبكستان وكازاخستان وقرغيزستان ستعطي قواته مزيداً من المرونة قبل الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية 2014، لكننا نريد خيارات أكثر، لأن إنهاء مهمة شاملة في أفغانستان يمثل تحدياً لوجيستياً كبيراً ولإدارة ذلك نحتاج أكبر عدد ممكن من احتمالات العبور». جاء ذلك بعد يومين على سحب الولاياتالمتحدة مفاوضيها من إسلام آباد، اثر تعثر محادثات استمرت ستة أسابيع في التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح خطوط الإمداد، ما يشير إلى عمق التوتر بين الدولتين المتحالفتين في «الحرب على الإرهاب».