أول «مركز تميز» لصناعة الألعاب الإلكترونية الرقمية في مصر Egyptian Game Jam، جاء ثمرة «الملتقى الأول لصناعة الألعاب الإلكترونية الرقمية» الذي عقدته وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية أخيراً في حضور كبريات الملتقيات العالمية المتخصصة في هذا المجال، خصوصاً «مركز التميّز لصناعة الألعاب الإلكترونية في الدول الإسكندينافية» Nordic Game Jam. وساد الملتقى توقّع بأن «مركز التميز» المصري سيكون النواة الأساسية لدعم صناعة الألعاب الإلكترونية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، ما يمهد لخلق بيئة ملائمة لهذه الصناعة بطريقة تمكّنها من مواكبة التطوّرات السريعة لعوالم الألعاب الإلكترونية. وكذلك يثري المركز السوق الإقليمية بمحتوى مصري وعربي الهوية في مجال الألعاب الإلكترونية والترفيه، ما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات العربية. جاءت المحاور الرئيسية للمسابقة الأولى مصرياً بين مُطوّري الألعاب الإلكترونية، حاملة خيالات لها دلالات ثريّة، مثل بناء الأهرامات، عبور قناة السويس، المقاومة المصرية للحملة الفرنسية، «ثورة 25 يناير» وغيرها، بحسب ما أعلنته المهندسة هبة صالح، الرئيسة التنفيذية ل «معهد تكنولوجيا المعلومات» في مصر. ومن المقرر اختيار 100 فكرة في بداية تموز (يوليو) المقبل، كي تنال فرصة مجانية للتدريب حتى شهر آب (أغسطس). ويتوزّع التدريب على برنامجين يشملان مبادئ صنع تطبيقات الألعاب الإلكترونية، ودعم رواد الأعمال في قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية، وتدريب وتخريج الكوادر القادرة على المنافسة عالمياً في هذه الصناعة. مع بداية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تختار لجنة تحكيم المسابقة خمسة أفكار لألعاب إلكترونية مصرية لتعطيها جوائز مع فرص لتسويقها مصرياً وعربياً. ويساهم هذا الأمر أيضاً في إثراء المحتوى العربي الإلكتروني بمجموعة من تطبيقات الألعاب الإلكترونية التي تدور أحداثها حول لحظات مفصلية في تاريخ مصر والمنطقة. «معركة الحيثيين»، «احتفالية معبد الأقصر»، «المعركة بين حورس وست» وغيرها. عرضت هذه المشاهد من التاريخ المصري على يد الدكتور فتحي صالح، رئيس «مركز توثيق التراث الحضاري المصري»، الذي اعتبرها نواة لأفكار مبرمجي الألعاب الإلكترونية. وأوضح صالح أنه من الممكن أن يستعمل المتسابقون أيضاً رموزاً فرعونية مثل الوحش «همهم» قاتل من يرتكب الذنوب في «كتاب الموتى» الفرعوني. واعتبر صالح تصميم ألعاب تعبر عن عصور التاريخية ربما مثّل مخرجاً من التشويه التاريخي الذي تقصده دولة مثل إسرائيل في ألعابها الإلكترونية التي تصوّر الإسرائيليين باعتبارهم بناة الأهرامات. وكذلك رأى صالح في الألعاب المصرية الصنع طريقة حديثة لعرض منجزات الحضارة العربية-الإسلامية، ومدخلاً للتعريف ببعض المعارك التاريخية مثل اليرموك ومؤتة وحطين وأجنادين وعين جالوت وغيرها. إنقاذ ال«فلافس» في المناسبة عينها، قُدّمت لعبة إلكترونية اسمها «فلافس»، صنعها طلاب «معهد تكنولوجيا المعلومات» التابع لوزارة الاتصالات المصرية. وعرضت فكرتها في معرض على هامش الملتقى بهدف تسويقها. «يحاول الفلافس أن ينقذ أبناءه في 60 مستوى لا يتعدى الواحد منها 50 ثانية». بهذه الكلمات، قدّم أحمد الدسوقي، وهو مُصمّم اللعبة، الفكرة الأساسية ل «فلافس»، متمنياً إطلاقها قريباً على الشبكة العنكبوتية. وأشار الدسوقي، وهو حديث التخرّج في معهد التكنولوجيا، إلى ضرورة توفير دورات تدريبية لصناعة الألعاب في مصر، بالشراكة مع شركات عالمية، إضافة إلى تمكين المبتدئين في هذا المجال من تخطي عقبات توفير الموارد المالية وإدارة الوقت. واعتبر أن هذه الأمور تسمح بإنشاء مجتمع حقيقي لمطوري الألعاب الرقمية. ومن المقرر أن يطلق المعهد موقعاً إلكترونياً اسمه «غايمنغ إيجيبت. كوم» Gaming Egypt.com ليكون بمثابة ملتقى لمجتمع مطوري الألعاب الإلكترونية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط. ويعمل الملتقى على تأمين التواصل وتبادل الخبرات بين صُنّاع الألعاب المحليين، إضافة الى تعريفهم بالتقنيات الحديثة، وتزويدهم المستجدات في عوالم هذه الصناعة عالمياً. في لقاء مع «الحياة»، أكّد تيم غاربوس (25 سنة)، وهو رئيس جمعية مطوري الألعاب الإلكترونية في الدنمارك، ضرورة أن تبدأ مصر تكوين مجتمع قوي من مطوري الألعاب الإلكترونية، واستغلال مهارات الشباب المصري التي لاحظها خلال حضوره الملتقى. وأشار غاربوس، عضو «جمعية الشباب الدنماركي للعلوم»، إلى المسابقة العالمية «غايم جام» Game Jam التي تشهد سنوياً تنافساً بين قرابة 10 آلاف مطوّر للألعاب الإلكترونية يأتون من عشرات الدول، بهدف تصميم أفضل الألعاب الرقمية. وتتابَع فعاليات هذه المسابقة عبر مئات المواقع الشبكية عالمياً. وأضاف غاربوس، وهو مبرمج كومبيوتر وحاصل على بكالوريوس في تكنولوجيا البرمجيات الرقمية: «أتمنى أن تنجح مصر في تجربتها الأولى في تنظيم مسابقة محلية لمطوري الألعاب الرقمية». ودعا مصر الى تحفيز الشباب على المشاركة في هذه المسابقة. وتعتبر صناعة الألعاب الإلكترونية من الدعامات الاقتصادية للنمو الاقتصادي في كثير من الدول، عبر دورها الفعّال في توفير فرص عمل، وتطوير التكنولوجيا الرقمية، وتدعيم التنافسية في الأسوق العالمية. وبصورة عامة، بلغت قيمة صناعة الألعاب الإلكترونية عالمياً قرابة 10.5 بلايين دولار في العام 2009. وتشمل هذه القيمة مبيعات شركات أجهزة الكومبيوتر والخليوي، وكذلك تطبيقات الألعاب الإلكترونية عبر الشبكات اللاسلكية وألعاب الإنترنت وغيرها. ومن المتوقّع أن يصل العدد إلى قرابة 70 بليون دولار بحلول 2015.