«77 مليون مشترك نشط في خدمة «بلاك بيري» Black Berry عالمياً». هل هو رقم ضخم أم صغير؟ إذا قورن بما ورد في إحصاء حديث بأن أعداد من يملكون هاتفاً خليوياً تزيد عن نصف سكان المعمورة، لا يكون الرقم ضخماً. ماذا لو قورن بعدد من يملكون خليوياً ذكياً، وهي الفئة التي ينتمي إليها «بلاك بيري»؟ الأرجح أن تصبح المقارنة أصعب، نظراً إلى ضآلة الأرقام الموثوقة عن هذا الأمر. وأياً كانت الحال، فقد ورد الرقم الوارد في مطلع المقال في سياق أعمال الملتقى الأول لمطوري «البلاك بيري» في القاهرة. وتصنع هذه الخليويات شركة «ريسيرش إن موشن» (اختصاراً «آر آي أم» RIM) التي تأسّست عام 1984. سعى هذا الملتقى للتعريف بمجتمع مطوّري هواتف «بلاك بيري» في مصر، والأدوات التي يستخدمونها في أعمالهم. كما بادر إلى فتح قنوات للحوار مع مختصي التقنية الرقمية والجمهور العام، حول أعمال الابتكار والتطوير في تطبيقات «بلاك بيري». ولفت إلى وجود موقع إلكتروني يشترك فيه مطوّرو تقنيات الهواتف الذكيّة عالمياً. بلايين التطبيقات ولكن... في سياق المؤتمر، عرضت سانيو كيرولوتا، رئيسة فريق علاقات مطوّري «بلاك بيري» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مجموعة إحصاءات بيّنت أن جمهور الخليوي حمّل بليوني تطبيق بين منتصف عام 2011 ونهاية شباط (فبراير) 2012، ما يوزاي تحميل قرابة 8 ملايين يومياً. وبيّنت أن «بلاك بيري» يحظى بقرابة 60 ألف تطبيق، من بينها 650 تطبيقاً عن «بلاك بيري ماسنجر»، المعروف باسمه المختصر «بي بي إم» BBM. وأشارت إلى أن خمسة أنواع تصدّرت تطبيقات «بلاك بيري» في العامين الماضيين هي الألعاب الإلكترونية، الأدوات وتصميمات الواجهة، الترفيه الرقمي، خدمات الرسائل السريعة، وشبكات التواصل الاجتماعي. «خلال ثلاثة أشهر، سننشئ في مصر أول معمل من نوعه في أفريقيا لتطوير هواتف «بلاك بيري»، قال بن كويرين، المدير الإقليمي لشركة «ريسيرش إن موشن» في منطقة شمال أفريقيا. وفي لقاء مع «الحياة»، أكّد كويرين أن اختيار مصر مقراً لهذا المعمل جاء في ضوء التطوّرات الكبيرة التي شهدتها مصر والمنطقة في استخدام التكنولوجيا الرقمية، خصوصاً مواقع الشبكات الاجتماعية، خلال «ثورة 25 يناير» وما بعدها. من المزمع أن يُنشأ المعمل بالتعاون بين «ريسيرش إن موشن» و «مركز الإبداع» التابع لوزارة الاتصالات المصرية. وسيقدّم المعمل مساحة عالمية لعمل كوادر مصرية شابة تملك قدرات متميّزة في التقنيات الرقمية. وأوضح كويرين أن شراكة «بلاك بيري» مع شركات مصرية تعمل في مجال تطوير تطبيقات الخليوي، أدت إلى صنع تطبيق مُخصّص لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة. وذكّر بوجود تطبيق خليوي صُنِع خصيصاً للانتخابات البرلمانية، وتخصّص في تقديم معلومات عن المرشحين وأماكن التصويت لمستخدمي هواتف «بلاك بيري». وحُمّل التطبيق 200 ألف مرة خلال الشهور الثلاثة الأولى التي أعقبت نزوله إلى الأسواق. ولفت كويرين إلى أن النوع الجديد من هواتف الشركة يحمل اسم «بي بي 10» BB10 ويتمتّع بخدمات متطوّرة فائقة الذكاء. وأشار إلى تزامن ظهور هذا الهاتف مع طرح جهاز «بلاي بوك 2» Play Book 2، الذي يندرج ضمن فئة اللوح الإلكتروني الذكي. وفي التفاصيل أن «بلاي بوك 2» يستطيع التعامل مع التطبيقات التي تعمل بنظام «أندرويد» Android، وهو أمر لم يكن موجوداً في النسخة السابقة من هذا الجهاز. ووعد كويرين بتقديم برامج باللغة العربية على «بلاي بوك 2». وتفادياً للأعطال المفاجئة التي واجهها «بلاك بيري» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أوضح كويرين أن الشركة تلتزم جودة الخدمة في شبكة «بلاك بيري»، مشيراً إلى أن الهندسة الحاضرة لهذه الشبكة تتيح الانتقال إلى شبكات أخرى في حال حدوث عطل فجائي في شبكة «بلاك بيري». ونبَّه إلى أن الشركة تحاول التقليل من الانقطاعات في الشبكة، وتقدّم تعويضاً للمستخدمين عن فترات الانقطاع، تتمثّل في عروض مغرية عن أنواع معيّنة من التطبيقات المتطوّرة. هاجس الشبكات الاجتماعية في وقت غير بعيد من مؤتمرها القاهري، أفاد مكتب شركة «آر آي أم» في واترلو، كندا، بأن مُطوّري الشركة انتهوا من صنع تطبيقات متطوّرة لهواتف «بلاك بيري»، بل إنها باتت في متناول الجمهور. وبين المكتب عينه، وهو المقر الرئيس للشركة، أن هذه التطبيقات مخصّصة لتسهيل تعامل هواتف «بلاك بيري» مع مواقع شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية على الإنترنت. وركّز بعض هذه التطبيقات على الربط المباشر بين برنامج التراسل الفوري «بي بي ماسنجر» ومجموعة تطبيقات ضمن مخزن «آب ورلد» APP World من جهة، ومواقع الشبكات الاجتماعية، مثل «فايسبوك» و «تويتر»، من جهة أخرى. وقدّر مصدر في شركة «آر آي أم» عدد تطبيقات «بلاك بيري» المُخصّصة لمواقع الشبكات الاجتماعية، بما يزيد على 800 تطبيق، يركّز معظمها على برنامج «بي بي ماسنجر». وأوضح أن الجمهور أبدى تجاوباً سريعاً مع هذه التطبيقات الأخيرة، بحيث باتت حصّتها تقدّر بقرابة 20 في المئة من إجمالي ما يُطلَب من تطبيقات «بلاك بيري»، خصوصاً الإصدار 3,0 من تطبيق «تويتر» والنسخة 3,0 من تطبيق «فايسبوك»، في منصة «بي بي آب ورلد» Black Berry App World. وبيّن المصدر عينه أن مواقع اجتماعية مثل «فايسبوك» و «تويتر» تجاوبت مع هذا التطوّر، وأدرجت التعامل مع هذه التطبيقات جزءاً أساسياً من أعمالها، خصوصاً في التحديثات التي أدخلتها أخيراً على خدماتها. وكذلك أفاد المصدر بأن «بي بي ماسنجر» بات أكثر سهولة من ذي قبل، لجهة تحديث السجل الشخصي للأفراد. وكذلك بيّن أن البرنامج الأخير أضحى متمتعاً بخصائص تضفي مزيداً من المتعة أثناء استخدامه، على غرار إضافة مجموعة من الرموز المتحركة، وسهولة تحديث الرسائل الشخصية، وسرعة إرسال الرسائل الصوتية وغيرها.