دمشق، بيروت، بكين، موسكو - رويترز، ا ف ب - أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل "الحياة" أن فريديريك هوف المسؤول عن الملف السوري، وعدداً من مساعديه يتوجهون الى موسكو اليوم في زيارة سيتصدرها التنسيق وتقريب وجهات النظر بين البلدين حول الوضع السوري، كما من المتوقع أن تلتقي الوزيرة هيلاري كلينتون المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان بعد غد الجمعة في واشنطن. وأشار المسؤول الى أن هدف زيارة هوف متابعة لقاءات كلينتون مع نظيرها سيرغي لافروف، وأنه سيعقد اجتماعات مع الجانب الروسي يومي الخميس والجمعة. وتأمل واشنطن بتغيير في الموقف الروسي وخصوصا بعد تقديم أنان تقريره النهائي الى مجلس الأمن في تموز (يوليو) المقبل، وبشكل يمهد الى تعاون روسي في اطلاق مرحلة انتقالية في سورية تضمن خروج الأسد من السلطة. وتتقاطع زيارة هوف مع زيارة أخرى يقوم بها المسؤول الأعلى في وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهن، وتتمحور أيضا حول موضوع العقوبات على كل من سورية وايران. في موازاة ذلك، دارت امس في اللاذقية اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين قتل فيها اكثر من 15 من قوات النظام ووصفت بأنها الاعنف في هذه المنطقة منذ بدء الانتفاضة السورية. وأكدت مصادر موثوقة ل «الحياة" في واشنطن أن الجانب الروسي يفاوض بشكل خاص حول مستقبل أجهزة الاستخبارات العسكرية في سورية، والذي له نفوذ محوري فيها اليوم. كما كانت الازمة السورية موضع بحث خلال القمة الروسية - الصينية في بكين امس. وتلتقي كلينتون مع أنان في واشنطن يوم الجمعة، كما تستضيف وزارة الخزانة مؤتمرا اليوم لمجموعة العمل حول العقوبات على سورية والمنبثقة من مجموعة أصدقاء سورية وسيفتتحه وزير الخزانة تيموثي غايتنر. ودعت كلينتون امس روسيا والصين الى «المساهمة في حل» النزاع في سورية. واكدت خلال زيارة تقوم بها لجورجيا دعوة الروس والصينيين الى «المساهمة في الحل». وفي موقف لافت اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو لا تعتبر بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة شرطاً مسبقاً للتسوية في سورية. وقال غاتيلوف، بعد لقائه انان في جنيف: «لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية». واضاف ان هذه القضية «يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم». ويشار الى ان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني كان قد ذكر ان الولاياتالمتحدة تركز حاليا على «التحضير للانتقال السياسي في سورية». من جهة اخرى حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني هو جين تاو المجتمع الدولي امس على تأييد خطة انان وبعثة المراقبين والحل السياسي، وذلك رغم دعوات دول عربية وغربية لتحرك أشد ردا على استمرار اراقة الدماء في سورية. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية ان البلدين يعتقدان أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف وأن يبدأ الحوار السياسي بأسرع وقت ممكن. ويلتقي الموقفان الروسي والصيني من تأييد مهمة انان مع تأكيد الحكومة السورية على رغبتها في نجاحه. فقد اكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عقب لقائه امس مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود، رغبة دمشق في انجاح خطة المبعوث الدولي. وقال: «سنقوم بكل ما في وسعنا لحماية بعثة المراقبين»، لافتا الى ان «حياة كل فرد في هذه البعثة غالية علينا وسنفعل كل ما في وسعنا في سبيل ذلك». ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 15 عنصرا على الاقل من القوات النظامية قتلوا امس واصيب العشرات بجروح في الاشتباكات التي اندلعت منذ الصباح في عدد من القرى في ريف اللاذقية بين هذه القوات ومجموعات مسلحة معارضة. وقال ناطق باسم مجموعة تابعة ل «الجيش السوري الحر» في المنطقة ان ثمانية مقاتلين على الاقل قتلوا اثناء الاشتباكات. وقال المرصد السوري ان هذه الاشتباكات هي الاعنف في هذه المنطقة منذ بدء الانتفاضة. واوضح ان قوات النظام تستخدم راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وطائرات الهليكوبتر. وتركزت الاشتباكات في عدد من القرى في منطقة الحفة، والى اقتحام القوات النظامية صباحا لهذه البلدة. وتشير مصادر المعارضة الى ان سبب ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجيش في الفترة الاخيرة يعود الى ان غالبية مقاتلي المعارضة هم ابناء المدن والقرى، من العسكريين المنشقين او من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام وهم يعرفون تماما طبيعة مناطقهم وشعابها، ويحظون باحتضان شعبي واسع.