قال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية فؤاد السنيورة، إن النظام في سورية «أتقن فن افتعال المشكلات عبر تأليب مختلف المكونات بعضها ضد بعض ثم التقدم لحل المشكلة»، مذكِّراً بأنه «هكذا استطاع النظام التدخل في شؤون لبنان وفلسطين والعراق وفي شؤون عربية أخرى لفترة طويلة من الزمن». وأكد السنيورة في محاضرة ألقاها في لندن امس، أن «الربيع العربي أطلق عملية التغيير من خلال تنظيم انتخابات حرة. لكن الأهم اليوم من نتائج الانتخابات الحفاظ على هذه العملية واحترامها»، معتبراً أن «أعظم فضائل الديموقراطية تكمن في قدرتها على تصحيح أخطائها». وشدد على ضرورة «أن نعي أنه لا يمكن أي ديكتاتور أو حزب أو طائفة ضمان حقوق الأقليات، بل يتأمن ذلك من خلال احترام الدستور الذي يمنح حقوقاً متساوية لكل المواطنين». ولفت الى أن «الحركات الثورية أطلقت عملية غير قابلة للتوقف: شهدنا تنظيم انتخابات ومناظرات متلفزة وهتافات وتظاهرات في شوارع دول كانت فيها كل هذه المظاهر منذ بضع سنوات فقط من المستحيلات». وأعتبر أن «في ظل الأزمات والتوترات، تلجأ الشعوب إلى الأحزاب الراديكالية سعياً وراء الطمأنينة والأمان، اذ تميل هذه الأحزاب دوماً لتقديم إجابات بسيطة جاهزة تروق للشعب وتوفر نوعاً من اليقين الذي يصبح حاجة ماسة في ظل الإرباك وانعدام اليقين». وذكَّر بأن «الحركات الإسلامية العربية اضطرت ولفترة طويلة للعمل في الخفاء، وكان أنصارها عرضة لعقود من القمع والاضطهاد، فتعلموا نتيجةَ ذلك أن ينظموا صفوفهم وأن يحسنوا سبل تواصلهم مع الناس. وها هم يظهرون الى العلن، وعلينا أن نتوقع فترة معينة من البحث عن الذات أعتقد أنه سيكون عليهم أن يتعلموا خلالها التكيف مع الظروف المحلية الجديدة ووقائع العالم الجديدة كهذا الأمر الجديد، وسيدركون الفرق بين العمل من وراء الكواليس والعمل القيادي الفعلي». وأشار إلى «أحداث معينة غير عفوية حصلت أخيراً وأثارت غضب الشارع وأدت الى إثارة النعرات، الأمر الذي أعطى صورة عن لبنان وعن الشمال بشكل خاص وكأنه امتداد للجبهة الإسلامية الأصولية التي يقول النظام في سورية إنه يحاربها. فالنظام في سورية يقوم في آن ومن خلال هذه الأحداث، بإضعاف المسلمين المعتدلين وإثارة مخاوف مكونات المجتمع الاخرى، ويضعف تالياً المعتدلين في هذه المكونات. فالتطرف يغذي التطرف ولطالما تذرع النظام السوري بمحاربة التطرف لتبرير وجوده». جعجع: لمحاكمة الاسلاميين وفي السياق، اكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمام وفد من بلدة مجدل عنجر زاره في معراب أمس، أن موقف «القوات» من الثورات العربية «مبدئي داعم للحريات وضد الديكتاتوريات والظلم»، مضيفاً: «في حال تسلّم الثوار السلطة في سورية واستمروا بممارسة التنكيل والقمع ضد الآخرين فسنكون أول من سيقف ضدهم، لأننا بكل الأحوال لا ندعم نظاماً أو سلطة ما، بل نحن مع الحرية والديموقراطية إلى أقصى الحدود». وإذ شدّد على أن «لبنان لا يمكن أن يستمر في حال فشل مشروع قوى 14 آذار»، رأى أن «التقارب والتضامن المسيحي- الإسلامي الذي شُوهد في 14 آذار (مارس) 2005 المجيد كان بمثابة خطوة إضافية كان لبنان بأمسّ الحاجة إليها على طريق العيش المشترك». وطالب الدولة ب«محاكمة الموقوفين الإسلاميين في أسرع وقت، فمن هو مذنب فليُحاكم ومن هو بريء فليُطلق فوراً». وحذّر من «افتعال المشاكل مع الطائفة السنّيّة في لبنان بسبب موقفها الداعم للثورة السورية»، وقال: «النظام السوري وأتباعه في لبنان يحاولون إظهار أهل السنّة وكأنهم إرهابيون في محاولة لتضليل الرأي العام»، داعياً كلّ اللبنانيين، ولا سيما الطائفة السنّيّة، إلى عدم الانجرار إلى الفتنة».