تأثرت أسهم الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية بضغوط عدة خلال تعاملات شهر أيار (مايو) المنتهي اليوم، وأدت إلى تراجع أسعارها، ومنها تراجع السيولة المتاحة للتداول، ما قلص الطلب على الأسهم، خصوصاً القيادية منها والتي تشكل أكثر من 80 في المئة من وزن مؤشر السوق، أرجعه محللون إلى شح المحفزات التي تجذب المتعاملين للاستثمار في الأسهم، يُضاف إلى ذلك ضغوط خارجية، تمثلت في الأحداث السياسية التي تشهدها بعض الأقطار العربية المجاورة، إضافة إلى تراجع أسعار النفط، وأزمة الديون الحكومية في اليونان، وتخوف البعض من انتقالها لبعض دول منطقة اليورو. وبتأثير تلك الضغوط أصبح المؤشر العام للسوق على بعد نحو 800 نقطة من المستوى الذي بدأ به رحلة صعوده مطلع كانون أول (ديسمبر) الماضي وقت أن كانت قراءته 6103 نقاط، واستمر في الصعود حتى تخطى 7930 نقطة نهاية تعاملات 3 نيسان (أبريل) الماضي، بعد تكبد المؤشر خسائر متتالية أدت إلى هبوطه دون مستوى 7 آلاف نقطة، ليستقر عند مستوى 6975.27 نقطة، في مقابل 7558.47 نقطة نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، بخسارة قدرها 583.2 نقطة، نسبتها 7.72 في المئة، وبحذف خسارة شهر مايو، تتقلص مكاسب المؤشر منذ مطلع 2012 إلى 8.7 في المئة، تعادل 558 نقطة، في مقابل خسارة قدرها 3.07 في المئة عن العام الماضي 2011. وخلال تعاملات شهر مايو التي شملت 22 جلسة، سجل مؤشر السوق نمواً إيجابياً في 8 جلسات، وكانت أكبر زيادة للمؤشر خلال الشهر بلغت 1.06 في المئة، نهاية جلسة 22 مايو، فيما كانت أكبر خسارة في جلسة 9 مايو، بنسبة 2.03 في المئة، وجاءت مكاسب المؤشر دون واحد المئة ل7 جلسات. وهبطت القيمة السوقية للأسهم المدرجة نهاية تعاملات أيار (مايو) إلى1.371 تريليون ريال في مقابل 1.481 تريليون ريال للشهر السابق، بتراجع قدره 110 بلايين ريال، نسبته 7.41 في المئة، لتتقلص الزيادة في القيمة السوقية منذ مطلع السنة إلى 101 بليون ريال، نسبتها 8 في المئة، جاء ذلك بعد تراجع أسعار أسهم 140 شركات نهاية الشهر الماضي من أصل 151 شركة جرى تداول أسهمها، فيما ارتفعت أسهم 11 شركة، تراجعت معها السيولة المتداولة إلى 162.7 بليون ريال (22 يوم تداول)، في مقابل 270 بليون ريال الشهر السابق (22 يوم تداول)، بتراجع قدره 107 بلايين ريال، نسبته 40 في المئة، فيما هبطت الكمية المتداولة 34 في المئة، إلى 8.3 بليون سهم، وتراجع عدد الصفقات المنفذة بنسبة 26 في المئة، إلى 3.8 مليون صفقة. وطاول الهبوط مؤشرات 14 قطاعات من السوق، أكبرها خسارة مؤشر «شركات الاستثمار المتعدد» الهابط 12.43 في المئة، تلاه مؤشر «التشييد والبناء» المتراجع بنسبة 11.40 في المئة، وحل مؤشر «التأمين» ثالثاً بنسبة خسارة 11.21 في المئة، فيما بلغت خسائر مؤشر «البتروكيماويات» 9.32 في المئة، وفقد مؤشر «المصارف» 8.67 في المئة من قيمته، وكان مؤشر «الإعلام والنشر» الرابح الوحيد خلال الشهر بنسبة بلغت 4.38 في المئة. أما أبرز الأسهم خلال تعاملات مايو، فكان سهم «أسمنت نجران» الذي سجل أكبر زيادة في السعر بلغت 122.5 في المئة، وصولاً إلى 22.25 ريال، تلاه سهم «عناية» بنسبة زيادة 15.16 في المئة، إلى 47.10 ريال، بينما سجل سهم «نماء للكيماويات» أكبر خسارة بلغت 32.70 في المئة، إلى 15.85 ريال. أما عن تعاملات أمس، فواصل المؤشر تراجعه للجلسة الثانية، بنسبة هبوط 0.82 في المئة، تعادل 57.85 نقطة، ليهبط المؤشر إلى مستوى 6975.27 نقطة، من تداول 375 مليون سهم قيمتها 6.49 بليون ريال.