الواقع السوري تعليق على مقال عمر قدور «في الإرث الطائفي واستثماره... وفي إنكاره أيضاً» (الحياة 18/5/2012) من نافل القول إن السياسة الأمنية المعتمدة استثمرت طوال الوقت في إبقاء عوامل الانغلاق على الآخر، ومنعت الجميع من التعبير العلني الشفاف عن المكنونات الحقيقية، تحت زعم الوحدة الوطنية. في الواقع كان يمكن للاختلاط غير المسبوق بين السوريين أن يوفّر مناسبة جيدة للحوار الوطني وطرح الهواجس المتضادة من قبل الجميع، لولا أن ذلك كان ليعني انتزاع مفهوم الوطن من الطغمة المحتكرة له، وهذا ما لا تسمح به حتى الآن. إن تجاوز المسألة الطائفية والإرث المتعلق بها، بالإعراض عنها، يماثل من حيث النتيجة إنكارها من جانب النظام سابقاً، وهو يأتي من جانب بعض المثقفين حالياً حتى إن أتى بدواعي الحرص على الثورة. إذ من الصحيح أن المنسوب الطائفي الحالي أعلى من المعتاد، في دلالة على التحول الكبير الذي تنذر به الثورة، لكن الوعي المأزوم حالياً ليس نتاج «الأزمة» فحسب. لذا سيكون من الأجدى الاعتراف بوعورة المجتمع السوري، وتحمّل مسؤولية معالجة ما راكمه النظام، بل الاعتراف بأن المشكلة أكبر من أن تسجّل للنظام حصرياً، لأن عهود التعايش الذهبية التي يستشهد بها البعض لم تكن في الواقع قاعدة راسخة يوماً ما. أ. الحلبي ستار جديد من حديد! تعليق على مقال غسان شربل «هدنة الصيف» (الحياة 17/5/2012) الصمت لن يفيد في ظل حرارة الخطاب السياسي والفلتان الأمني ومشكلة الكهرباء والإضرابات والاعتصامات والرصاص الطائش السوري والحقائب المشبوهة واحتمال عودة الاغتيالات السياسية... سيفضل الخليجي حر الصحراء على حرارة بيروت. وقد يتريث المغتربون في زيارة أقربائهم هذا العام ويطلبون من أقارب الصف الأول زيارتهم في أماكن الاغتراب أو في أي مكان آخر! لبنان في حاجة إلى بدائل للسياحة والاصطياف والخدمات! فليعجّلوا في استثمار الموارد الطبيعية المكتشفة والتحول إلى الصناعة والزراعة كموردين بديلين لأن السياحة قد تكون مهددة إذا طالت الأزمة السورية... وبالمعطيات سورية هي الحلقة الأخيرة للستار الحديد الجديد بين الغرب والشرق الذي يمتد من بيروت إلى طهران ويشمل دمشق وبغداد! جهاد مخول كلام مطّاط تعليق على خبر «أوباما يوقع قراراً تنفيذياً لمعاقبة أي جهة تعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن» (الحياة 16/5/2012) كلام مطاط، ودائماً عبارات القيادة الأميركية مطاطة وتحتمل أكثر من تأويل. ونلاحظ أن واشنطن لا تبدي أي اهتمام بثورة الجنوب لأن الأمر ليس في مصلحتها لكنها بالتأكيد مخطئة وترتكب أكبر خطأ سياسي في المنطقة! الثورة ذات زخم شعبي كبير وإذا تهاونت أميركا في دعم هذه الثورة لن يكون الشعب الجنوبي ممتناً لها إذا استعاد حريته، وهو سيستعيدها بالتأكيد بعون الله. هدى الأسمر الاتحاد والهوية تعليق على مقال جمال خاشقجي «الاتحاد أم الديموقراطية، أيهما يأتي أولاً ؟» (الحياة 19/5/2012) يؤكد كاتب المقال أن الاتحاد الخليجي المستقبلي لن يؤثر في هوية الدول الأعضاء في الاتحاد بل ستبقى هويات الدول وأنظمتها وحدودها وأسرها الحاكمة على حالها، فما الفائدة من اتحاد لا يبلور هوية جديدة فوق وطنية جامعة لمواطنيه؟ من جهة أخرى، يستعين الكاتب بتجربة الاتحاد الأوروبي الذي نجح في بلورة هوية فوق قومية لمواطنيه. وأرى وجود فارق كبير بين تجارب التكامل العربي إن كان في إطار الجامعة العربية (وهي أقدم من الاتحاد الأوروبي) أو من خلال مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي. فنحن لا نستطيع الحديث عن هوية فوق قومية للدول الأعضاء لأسباب عدة. وأختم بالقول إن تجربة اتحاد مجلس التعاون الخليجي هي الأكثر نجاحاً بين تجارب التكامل العربي، ولكن يجب على القائمين على هذه التجربة إبعادها عن التسييس وعدم استخدام الاتحاد كوسيلة لحل المشاكل السياسية. فهناك العديد من الإجراءات والخطوات التي يجب أولاً التوافق عليها إن كان في المجال الاقتصادي أو النقدي أو الاجتماعي. حسين مقلد