«شخصيات عرفتها وحاورتها» كتاب في جزءين صدر عن دار رياض الريس في بيروت، يحمل ظرف وانفتاح مؤلفه نجم عبدالكريم الذي أجرى حوارات بثتها إذاعات ونشرتها جرائد منذ أوائل ستينات القرن الماضي، ومعظم الحوارات أجراها المؤلف قبل أن يستغرقه عمله التلفزيوني، خصوصاً في مجال إعداد البرامج. والأعلام الذين حاورهم المؤلف، هم نجوم في الأدب والصحافة والسياسة والبحث التاريخي والفقه الإسلامي والموسيقى والغناء والتمثيل والإخراج، وتقرأ الحوارات معهم فتجدها مختصرة حيوية، كأنك تجالسهم أكثر مما تقرأهم. رحلة في كتابين مع إبراهيم العريض الشاعر البحريني الذي عاش طفولته في الهند، وأحمد بهاء الدين الصحافي المصري القومي العربي الذي حرر نزار قباني من غضب عبدالناصر على قصيدته «هوامش على دفتر النكسة»، والشيخ أحمد حسن الباقوري الإخواني الذي تسلّم الوزارة في أولى حكومات ثورة 23 تموز (يوليو) المصرية على رغم خلافاتها مع الإخوان المسلمين، وأدونيس الشاعر الخلافي في قصائده وأفكاره. ويشير المؤلف إلى أن أدونيس لبى طلب أحمد مشاري العدواني (الأمين العام للمجلس الوطني الكويتي للثقافة) فكتب مقدمة تفتتح فيلم «المجد للإنسان» الذي كتبه وأخرجه نجم عبدالكريم، وتحية كاريوكا الممثلة والراقصة والنقابية المصرية التي تزوجت تباعاً 14 رجلاً وتعرضت للسجن عام 1954 لأن زوجها الضابط مصطفى كمال صدقي كان معادياً للثورة، وحسين فوزي الكاتب القومي المصري المختص بالموسيقى الكلاسيكية ومؤلف كتابي «سندباد عصري» و«سندباد مصري» والذي اشتهر بقوله «القومية العربية جعلتني متخلفاً بعدما كنت مصدراً من مصادر الحضارة»، وحمد الجاسر السعودي المربي والمؤرخ وكاتب بلدانيات جزيرة العرب، وسعدالله ونّوس المسرحي السوري الذي يرسم شخصيات الانتقال من التراث إلى الحداثة، وسعيد حارب الأكاديمي الإماراتي، وسمير سرحان ناقد المسرح والقيم على النشر الحكومي المصري لفترة سنوات، وشادي عبدالسلام مصمم الديكور والمخرج المصري صاحب «المومياء»، وشفيق الحوت الصحافي وأول سفير لفلسطين في لبنان، وصلاح أبو سيف سيد الواقعية في السينما المصرية، وعباس محمود العقاد الكاتب الموسوعي الشجاع الذي تعلّم على نفسه، وعبدالرحمن الأبنودي الذي نقل الشعر العامي المصري الى مستوى حداثي. وفي الجزء الثاني من كتاب نجم عبدالكريم حوارات مع الأكاديمي التونسي عبدالسلام المسدي، والشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي الذي يبرز أناه ويعلو بها على أقرانه، خصوصاً بدر شاكر السياب، وعزيز أباظة أحد كتّاب المسرح الشعري في مصر، وفتحي رضوان وراعي المؤسسات الإعلامية والثقافية الأولى للثورة المصرية، وفريد الأطرش الموسيقي والمغني والممثل وصاحب البصمة المميزة في الفن الغنائي العربي، وكمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة المصرية الذي بقي على هامشها، ورجلي الدين محمد متولي الشعراوي ومحمد حسين فضل الله اللذين يتميزان بالمرونة ويناهضان العصبية، والخطاط العراقي المجدد محمد سعيد الصقار، ورائد القصة المصرية محمود تيمور، واللغوي الناقد محمود شاكر خصم طه حسين ولويس عوض، وميخائيل نعيمة الشاعر والناثر المهجري الذي أخذ محاوره من مجال الأدب إلى الفلسفة الشرقية مدافعاً عن الحلولية والتقمص، وهنري بركات، المخرج المصري ذي الأصل السوري، الذي قدّم أعمالاً واقعية أبرزها «الحرام» و«دعاء الكروان»، ويوسف إدريس الروائي والقاص المصري الذي بدأ الكتابة كسبيل للتغلب على ضعفه.