في كل عام يتشرف الرياضيون بلقاء الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين في ختام الموسم الرياضي، ويكون الكرنفال مطرزاً بلحظات التتويج وعامراً بلقطات التصوير للذكرى الخالدة مع «الوالد القائد»، ولا يتجاوز كلمة «مبروك» للفريق الفائز، و«هاردلك» للفريق الخاسر وسط حواجز نفسية وثوانٍ عصبية قد تكون طبيعية لمن يتشرف بالسلام على الملك الوالد للمرة الأولى في حياته الشخصية، ولكن الوضع هذا العام تغير تماماً، وكان اللقاء مختلفاً خالياً من الرسمية والبرتوكولات المصاحبة لمثل هذه المناسبات، إذ قدم الملك الإنسان سلسلة من الدروس المجانية إلى الشباب الرياضي، وتعامل بأبوته الحانية ومشاعره الصادقة مع أبنائه الرياضيين الذين بادلوه الحب بالحب في ذكرى البيعة السابعة لمليكهم خادم الحرمين الشريفين. ولفت خادم الحرمين الشريفين أبنائه الرياضيين أول من أمس ممن تشرف بالسلام عليه في المقصورة الرئيسية لملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة بابتسامته المشرقة وبساطته وطيبته ولين تعامله ودقة متابعته للشأن الرياضي في مشاهد رائعة، إذ سأل عن بعض الرياضيين، وجبر خواطر بعضهم، وحفز آخرين، وبارك للفائزين، وتعامل مع كل إدارة فريق ولاعبيه بحسب وضعهم النفسي والمعنوي في الموسم الكروي لينسى الخاسرون أحزانهم وآلامهم، ويزيد الأبطال من أفراحهم ويضاعف من مكاسبهم في يوم النزال. بدأت مشاهد الأبوة الحانية من خادم الحرمين الشريفين تجاه الوسط الرياضي عندما توجه للإطلاع على مشروع توسعة مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل فور وصوله إلى الملعب، وسأل عن كلفة المشروع وعندما علم بأنه سيكلف 90 مليون ريال قال كلمة «90 مليون بس، المبلغ قليل»، وجسد الوالد المحبوب مدى حرصه واهتمامه الكبيرين بمشاريع الرياضة واستشعاره معاناة الشباب الرياضي، مذكراً بما وجه به العام الماضي، متسائلاً عن سبب عدم تنفيذه حتى الآن. ولقطت كاميرات القناة الرياضية في لحظات التتويج مشاهد عفوية رائعة لخادم الحرمين قلّما تشاهد في المناسبات الأخرى، إذ قال لوزير الدفاع والطيران الأمير سلمان بن عبدالعزيز قبل مراسم التتويج: «هذا فنجالك وإلا فنجالي»، وكان يقصد فنجال الشاي، ليرد عليه الأمير سلمان: «لا فنجالك» ليتناوله بكل عفوية صادقة. وطيب الملك الإنسان خاطر رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي عندما صافحه قائلاً: «خيرها بغيرها، وزين وصلتوا السنة هذي»، ثم تعرف على نائب المشرف العام على كرة القدم بنادي الفتح أحمد الراشد وقائد الفريق حمدان الحمدان وحفزهم بعد الحصول على المركز الثالث في كأس الأبطال، وقال لهم: «السنة الجاية نشوفكم هنا» في دلالة لمتابعته وتحفيزه لأهمية الوصول إلى منصات التتويج وتحقيق المزيد من النجاحات. وتساءل خادم الحرمين الشريفين عن فريق الهلال عندما صافح قائد الفريق محمد الشلهوب، وسأله: «فينكم السنة هذي»، رامياً لعدم وصول الفريق إلى منصات التتويج، كما سأل إداري فريق الأهلي عبدالسلام سقناوي مباشرة قائلاً: «أنا وين شفتك قبل هذي المرة»، فرد عليه سقناوي: «أكيد شفتني مع الفريق، أنا دائم مع الأهلي»، كما فاجأ الحكم الدولي عبدالرحمن العمري بسؤاله عندما عرف باسمه قائلاً: «أنت منا ومن عندنا»، ليرد عليه العمري بقوله: «نعم» وسط ابتسامات في ليلة تاريخية لن تنساها الجماهير الرياضية لأمد بعيد.