نيويورك - أ ف ب - أرسلت منظمة اليونيسكو إلى باماكو بعثة لحماية التراث المهدد بالتمرد الحاصل في شمال البلاد، وتأمل بأن تفعل الشيء نفسه في سورية، وقال فرانشيسكو باندارين، المدير العام المساعد المكلف الثقافة في اليونيسكو، إن «الوضع مقلق جداً في مالي، ولا سيما تمبكتو، حيث أدى تدنيس أحد أضرحة المدينة ال16 في المدينة، مطلع أيار (مايو)، إلى بدء مرحلة جديدة مقلقة للغاية». وبدأ فريق من اليونيسكو محادثات مع الحكومة المالية في شأن المحافظة على مواقع تمبكتو وغاو. لكن باندارين قال إنه ليس لليونيسكو اتصالاً مباشراً مع المتمردين الذين يسيطرون على تمبكتو، ولا يمكنها تالياً التوجه اليها، موضحاً أن الوضع هناك «تدهور اعتباراً من منتصف نيسان (أبريل)» معرباً عن أسفه لعمليات النهب وتخريب مخطوطات «يصعب معرفة حجمها راهناً». وحذرت اليونيسكو الدول المجاورة لمالي، والموقعة مثل باماكو على اتفاقية العام 1954 لحماية التراث. ولم تسجل اليونيسكو، المتعاونة مع شرطة الأنتربول ودور بيع القطع الفنية الكبرى، حتى الآن أي ارتفاع ملحوظ في الاتجار بقطع أثرية وفنية من سورية أو مالي. لكن المسؤول في اليونيسكو أوضح إن الأمر يحتاج عادة إلى بضعة أشهر، وأن الاتجار بالآثار يشكّل نشاطاً إجرامياً رئيسياً يقدر حجمه بستة بلايين دولار سنوياً. وتضم تمبكتو، وهي مركز ثقافي رئيسي في الإسلام وتلقّب ب «لؤلؤة الصحراء»، ثلاثة مساجد كبيرة وعشرات آلاف المخطوطات يعود بعضها إلى فترة ما قبل الإسلام. ويخضع شمال مالي، منذ أسابيع عدة، لسيطرة المتمردين الطوارق وجماعة «أنصار الدين» الإسلامية المسلحة وتنظيم «القاعدة في المغرب». أما في سورية، فلم تسجل أضرار كثيرة، إلا أن اليونيسكو قلقة من انتشار الجيش في مواقع مدرجة على قائمتها للتراث العالمي، مثل قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين ومدينة تدمر. وتنوي اليونيسكو إرسال خبراء الى سورية «في إطار خطة أنان خلال الأسابيع المقبلة»، في حال سمح الوضع بذلك، وأقر باندارين بأن هذا الجانب من الأزمة السورية لا يحظى بالأولوية راهناً. وطرحت ثورات «الربيع العربي» تحدياً لليونيسكو، وبعض الأزمات مستمر حتى الآن، لا سيما في اليمن وليبيا ومصر حيث البناء غير القانوني «ازداد كثيراً منذ سنة» مهدداً مواقع مصنفة. واعتبر باندارين إن «مرحلة ما بعد النزاع غالباً ما تكون أسوأ فترة» بالنسبة إلى التراث لأن السطلة المركزية تكون ضعيفة.