ا ف ب - اعلنت السلطات السورية الثلاثاء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من ايار/مايو، بينما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في انحاء مختلفة من البلاد مع دخول الازمة شهرها الخامس عشر، حاصدة 16 قتيلا. في هذا الوقت، جددت الامانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض المنعقدة في روما الثلاثاء انتخاب برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا لعضو المجلس جورج صبرا، بحسب ما افادت مصادر في المجلس وكالة فرانس برس. في دمشق، قالت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا ان نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من ايار/مايو بلغت 51,26 بالمئة من عدد الناخبين الاجمالي البالغ نحو عشرة ملايين. وتلا رئيس اللجنة خلف العزاوي اسماء الفائزين في الانتخابات بحسب الدوائر من دون ان ان يحدد انتماءهم السياسي، مشيرا الى بينهم 30 امرأة. ووصف رئيس المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي المعارض انور البني في اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء هذه الانتخابات بانها "ميتة قبل ان تولد بسبب المناخ الذي جرت فيه". وتوقف مجلس الشعب السوري عن عقد جلسات منذ سنة تقريبا بسبب الاضطرابات القائمة في سوريا والتي اسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 12 الف شخص. وعمد الرئيس السوري بشار الاسد الى وضع قوانين عدة موضع التنفيذ عبر مراسيم رئاسية، من دون المرور بالبرلمان. في روما، انتخبت الامانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء برهان غليون رئيسا للمجلس بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا، في اول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس. وبحسب مصادر المجلس، فان اعضاء الامانة العامة كلفوا غليون "تنفيذ خطة اصلاح للمجلس خلال الاشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته". وكان غليون اختير رئيسا للمجلس الوطني لدى تأسيسه في تشرين الاول/اكتوبر، وتم التمديد له من المكتب التنفيذي في شباط/فبراير الماضي. على الارض، تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة اشخاص ففي مدينة بانياس الساحلية في انفجار لم تتضح ملابساته. واتهم ناشطون في المدينة القوات النظامية بالوقوف وراء الانفجار، فيما قالت وكالة الانباء السورية سانا ان "عبوة انفجرت بينما كان ارهابيون يعدونها في احدى الشقق السكنية". في ريف دمشق، قتلت طفلة في اطلاق نار عشوائي من عناصر الامن في منطقة شهاب الدين. وقتل رجل برصاص قناص في مدينة دوما. كما قتل فتى على ايدي قوات الامن بعد اعتقاله في مدينة التل، وشاب في قدسيا برصاص الامن. واشار المرصد الى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين في العاصمة، ومناطق عدة من دوما التي تعد احد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي. في دير الزور (شرق)، افادت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة منذ فجر الثلاثاء بتعرض احياء المدينة لاطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة، فيما سجل خروج تظاهرة صباحا "استنكارا للحملة التي تشنها قوات النظام على المدينة". ولاحقا، افاد المرصد بسقوط سبعة قتلى في المدينة بينهم شرطي منشق برصاص القوات النظامية. في محافظة درعا (جنوب)، قتل شاب في اشتباكات في مدينة داعل، وفقا للمرصد. وواصلت القوات النظامية قصف مدينة الرستن اليوم، ما ادى الى اصابة عشرات الاشخاص بجروح، بحسب ناشطين في المدينة التي تعد احد معاقل الجيش الحر في ريف حمص (وسط)، وذلك غداة محاولة القوات النظامية اقتحام المدينة وتكبدها خسائر كبيرة على مدخلها الشمالي، وفقا للمرصد السوري. في ريف ادلب (شمال غرب)، قال عضو المكتب الاعلامي للثورة نور الدين العبدو لفرانس برس ان القوات النظامية اطلقت النار على مشيعي قتيل سقط في ريف حماة. وافادت لجان التنسيق ان وفدا من المراقبين الدوليين وصل الى مدخل كفرزيتا ووقف عند الحاجز الامني دون دخول المدينة الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحماة، والتي شهدت اشتباكات وقصفا مروحيا للقوات النظامية قبل اسابيع. من جهة اخرى، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت اليوم في اطار استهدافها للكفاءات الوطنية العميد نزار الحسين مع سائقه قرب مفرق شنشار على طريق حمص دمشق اثناء توجههما الى عملهما". وازاء تواصل اعمال العنف، تحدث وزير الخارجية الفرنسي المنتهية ولايته آلان جوبيه الثلاثاء عن "احتمال اخفاق" مهمة كوفي انان في سوريا، معربا عن امله في ان يتطور الموقف الروسي في نهاية المطاف نحو اتخاذ عقوبات في الاممالمتحدة ضد نظام بشار الاسد. وتساءل جوبيه "هل نستطيع ان نطور موقف روسيا، الحليفة المقربة من سوريا، بالقول لها +لا يمكننا الاستمرار في احصاء 20، 30، 40، 50، 60 قتيلا كل يوم في ظروف غير مقبولة... حتى انه يتم الاجهاز على المصابين في المستشفيات؟". من جهة ثانية، ندد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ب"الوحشية الشديدة" التي تتعامل بها الاجهزة الامنية السورية مع المعتقلين لديها، وبينهم المفكر الفلسطيني سلامة كيلة الذي تعرض "لتعذيب شديد" قبل ابعاده من سوريا امس الاثنين. ووزع المرصد صورا لكيلة الذي اعتقل في نهاية نيسان/ابريل، تبدو فيها آثار رضوض قوية وآثار حروق على ذراعي كيلة وساقيه.