« الحياة» أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن السعودية تسعى إلى استكشاف كميات إضافية كبيرة من الاحتياط البترولي، وتهدف إلى زيادة متوسط معدلات الاستخلاص الإجمالية من 50 في المئة حالياً إلى 70 في المئة من الحقول الرئيسية في المملكة، كاشفاً أن المملكة بدأت برنامج تنقيب عن النفط والغاز في مناطق جديدة من المملكة، مثل البحر الأحمر، وهو لا يزال في مراحله الاستكشافية والتقويمية الأولى، إلا أننا متفائلون جداً بشأن احتمالات تحقيق اكتشافات مهمة. وأوضح النعيمي في الكلمة الرئيسية، التي ألقاها في مؤتمر الغاز والبترول الأسترالي، الذي تنظمه مؤسسة البترول الأسترالية للاستكشاف والإنتاج، وتشارك فيه المملكة كضيف شرف أمس، أن مستقبل النفط والغاز سيشهد تطوراً هائلاً، وأنه على مدى القرنين الماضيين كان الوقود الأحفوري وراء التطور الهائل الذي شهده العالم، مشيراً إلى أن التقديرات توضح أن العالم استهلك نحو تريليون برميل من النفط منذ انطلاق صناعة النفط في القرن ال19، ويُعتقد بوجود ما لا يقل عن خمسة تريليونات أخرى من النفط القابل للاستخراج. وأضاف: «التقنية مدفوعة جزئياً بالأسعار المناسبة تمكن من اكتشاف المزيد من الاحتياطات، والإبداع البشري والتقنية يتغلبان على عقبات لم نكن نتصور أن نتغلب عليها». وأشار النعيمي في كلمته التي ألقاها بحضور رئيس حكومة جنوب أستراليا جاي ويلسون ويذرل، ووزير الطاقة الأسترالي مارتن فيرغسون، ورئيس الجمعية الأسترالية لاستكشاف وإنتاج النفط ديفيد نوكس، إلى أن المملكة تستثمر في تقنيات النانو متناهية الصغر، وتخطط لمضاعفة عدد العلماء والخبراء العاملين في مجال الأبحاث والتطوير في قطاع التنقيب والإنتاج إلى ثلاثة أضعاف تقريباً، وأنها تتعاون مع الجامعات وشركات الخدمات وغيرها من المراكز التقنية في مجال التقنيات المبتكرة المتعلقة بقطاعي النفط والغاز، بما في ذلك تقنيات تعديل المسامية النسبية لمنع تدفق المياه من الآبار، إلى جانب تقنيات الروبوتات والاستشعار المتطورة، وأساليب النمذجة الجديدة، وتقنيات مكافحة التآكل. ولفت إلى أن المملكة أسست مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في مدينة الرياض، ليتخذ خطوات مماثلة نحو المستقبل، ونتطلع إلى أن يكون مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الطاقة وأبحاث البيئة والدراسات والخطط والسياسات ذات الصلة. وشدد النعيمي على أهمية توفير مزيج من موارد الطاقة، ودور المملكة وأستراليا في ذلك الجانب وقال: «إن استثمارنا المتواصل في الأبحاث والتقنية من شأنه أن يضمن لنا دوراً حيوياً ومستمراً في مجال الوقود الأحفوري، فالعالم يحتفظ باحتياطات هائلة، وأعتقد أن هذه الاحتياطات ستواصل دفع عجلة الازدهار والنمو الاقتصادي في أنحاء العالم لعقود عدة مقبلة، وأنا محق في هذا القول، على رغم أنني لا أغمض عيني عن حقيقة التغير في مشهد الطاقة، وأهمية أن نسعى إلى إيجاد مزيج حقيقي من موارد الطاقة». وتابع: «أنا على يقين بأن النفط والغاز سيكون لهما مكانهما دائماً ضمن هذا المزيج، فبعيداً عن أهمية النفط لوسائل النقل، ستظل المشتقات النفطية ومنتجاتها تحظى بأهمية كبيرة لدى الأستراليين، غير أننا إذا ما ذهبنا بأبصارنا إلى نهاية القرن، سنرى حاجة واضحة لأشكال أخرى من الطاقة تتكامل مع النفط والغاز». وتطرق وزير البترول إلى تقنية الطاقة الشمسية في أستراليا، وقال إن المملكة وأستراليا مؤهلتان لأن تكونا في طليعة هذا التطور، كما أن الطاقة الشمسية هي القوة الدافعة للتنمية الاقتصادية في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، ونحن في المملكة نستثمر في البحث والتطوير المتعلقين بهذا النوع من الطاقة، كما أن أستراليا من بين الرواد العالميين في هذا المجال».