حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً اضافياً خلال الساعات الماضية في اتجاه مطار حماة العسكري في وسط البلاد، في وقت قُتل وجُرح العشرات بغارات على مدينة دوما شرقي دمشق وريفي ادلب وحلب شمال البلاد ودرعا جنوباً. وتبادلت قوات النظام ومقاتلو «الدولة الاسلامية» (داعش) القصف في شمال شرقي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن وكالة «فرانس برس» بأن «الكتائب المقاتلة باتت على بعد تسعة كيلومترات من مطار حماة العسكري الذي يسعون الى شلّه». وكان ذكر ليلاً ان مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب مقاتلة سيطروا على حاجز الترابيع في ريف حماة، ما مكنهم من قطع الطريق بين مدينتي حماة ومحردة في الريف، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام. وقال قائد «الجبهة الوسطى» في المنطقة يوسف الحسن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان مقاتلي المعارضة يحاولون التقدم نحو مطار حماة بهدف «تحييده» لأن النظام «يصنع البراميل المتفجرة التي يلقيها من طائراته المروحية على المناطق في المطار، كما ان الطائرات تنطلق من المطار لتنفيذ غاراتها» على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وكانت الكتائب المقاتلة سيطرت ليل السبت - الاحد على بلدة خطاب في ريف حماة الشمالي الغربي واستولت على مستودعات ذخيرة فيها. وأشار «المرصد» الى ان النظام «تعرض لسلسلة خسائر على الارض في محافظة حماة خلال الفترة الاخيرة». وقال حسن ان النظام يستقدم تعزيزات الى المنطقة، مضيفاً ان المقاتلين «يقصفون المطار بصواريخ غراد». وقالت مصادر المعارضة امس ان اشتباكات عنيفة دارت في محيط مدينة محردة في ريف حماة الغربي قرب حاجز الشير والمجدل العسكري الذي تتمركز فيه قوات النظام، في محاولة من المعارضة للسيطرة على مدينة محردة. وأوضحت شبكة «ساس نيوز» بأن حركة نزوح «كبيرة» تشهدها محردة، حيث نزحت «عشرات العوائل منها»، بسبب استهدافها من قوات المعارضة بصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون، من دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين حتى اللحظة. وأغلقت قوات النظام الطريق الدولية بين مدينة حماة ومحردة، كما ان قسماً من الجيش النظامي الموجود في محردة انسحب باتجاه الغرب لاقتحام قرية الجلمة الخاضعة لسيطرة فصائل تابعة للمعارضة في ريف حماة الغربي، وهو ما تزامن مع اشتباكات بين الطرفين. ونشرت شبكات موالية للنظام على «فايسبوك» نداءات استغاثة كي يتدخل الجيش النظامي لوقف تقدم المعارضة في محردة، ذلك بعدما تقدم مقاتلو «الجيش الحر» في بلدتي مورك ثم القمحانة وسيطروا على مستودعات ذخيرة. وقال «المرصد» إن الطيران المروحي ألقى «برميلاً متفجراً على مناطق في بلدة خطاب التي تسيطر عليها الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة مع استمرار المواجهات في مورك حيث دمر مقاتلو المعارضة آلية لقوات النظام، في حين قصفت قوات النظام مناطق في قرية عطشان في ريف حماة الشرقي». في شمال غربي البلاد، «سقط عدد من الجرحى وأنباء عن شهداء نتيجة قصف الطيران الحربي لقرية شنان الواقعة على أطراف بلدة سرجة في جبل الزاوية عقب قصف من قوات النظام على مناطق في القرية. كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة كفرحايا في جبل الزاوية، ما أدى الى استشهاد مواطن وسقوط عدد من الجرحى». لكن ناشطين معارضين افادوا بمقتل سبعة اشخاص معظهم اطفال في شنان. في شمال غربي البلاد، استهدف مقاتلو لواء مقاتل بعدد من القذائف محلية الصنع مبنى في حي الخالدية ومنطقة في حي الأشرفية في حلب، وفق «المرصد» الذي افاد بأن الطيران الحربي قصف مناطق في الحي الشمالي لبلدة اخترين «بالتزامن مع قصف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقذائف الهاون لمناطق في الحي الجنوبي للبلدة. وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في قرية كفر حمرة في ريف حلب الشمالي». في شمال شرقي البلاد، شهدت مناطق في قرى عياش والحوايج والخريطة في الريف الغربي لمدينة دير الزور «حركة نزوح من الأهالي نتيجة القصف المستمر على مناطق في القرى منذ أيام عدة، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والكتائب الإسلامية الموالية لها من جهة أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري»، وفق «المرصد» الذي قال: «قتل عنصران من قوات النظام وأُصيب 3 آخرون على الأقل بجروح إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب مدينة الحسكة». وكان «المرصد» اشار الى ان قوات النظام ومقاتلي «داعش» تبادلوا القصف، ذلك ان الطرف الاخير «قصف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ مبنى الاذاعة بالجحيف ومستودعات الذخيرة في اللواء 137 بريف دير الزور الغربي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام». في دمشق، استمرت الاشتباكات بين «قوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية من بلدة المليحة (شرق دمشق) فيما استشهد طفل من مدينة داريا إثر قصف قوات النظام مناطق في المدينة يوم أمس، كما استشهد رجل من بلدة زبدين برصاص قناص على الطريق العام وآخر في مدينة دوما إثر قصف لقوات النظام بقذائف الهاون على مناطق في المدينة». وقال ناشطون ان طائرة حربية شنّت غارات على وسط مدينة دوما. وبين دمشق والاردن، افاد «المرصد السوري» عن مقتل رجل مسن وثلاثة من احفاده ووالدتهم في قصف ب «البراميل المتفجرة» على مناطق في مدينة بصرى الشام في درعا جنوب البلاد. وقصف الطيران المروحي ب «رميلين متفجرين» مناطق في الحي الشمالي لمدينة نوى.