اعلنت ايلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا، حال الطوارئ في البلاد أمس لمدة 90 يوماً، من اجل مكافحة تفشي فيروس ايبولا. وقالت في خطاب الى الأمة: «يتخطى نطاق الوباء وحجمه، ومقدار حدته ونسبة الوفيات الناجمة عنه قدرات وصلاحيات اي وكالة حكومية او وزارة، ويهدد بلدنا، لذا نحتاج الى اجراءات استثنائية لبقاء دولتنا وحماية أرواح شعبنا». وأشارت سيرليف إلى ان الإجراءات التي اتخذتها السلطات خلال الأسبوعين الماضين للتصدي للوباء، وبينها اعطاء الموظفين غير الأساسيين إجازة الزامية لمدة 30 يوماً واغلاق المدارس وتطهير الأماكن العامة، لم تنجح في وقف انتشار المرض، مؤكدة ان «الخطر يتعاظم»، علماً ان المرض اصاب عدداً من العاملين في مستشفى رئيسي بالعاصمة مونروفيا وبينهم القس الإسباني ميغيل باخاريس مارتن الذي نقل الى مدريد، ما جعله اول مصاب بالفيروس ينقل الى اوروبا. وادى ذلك الى اغلاق المستشفى. واعتبرت الرئيسة ان «الجهل والفقر والممارسات الثقافية والدينية المتجذرة بعمق تفاقم المرض لا سيما في الارياف»، في اشارة خصوصاً الى تقليد لمس جثامين الموتى في الجنازات. وفيما ارتفعت حصيلة وفيات فيروس ايبولا المسبب للحمى النزفية والذي انتشر في ثلاث دول غرب افريقيا خصوصاً سيراليون وليبيريا وغينيا، الى 932 من اصل 1711 مصاباً، اثار قرار استخدام عقار «زيماب» التجريبي على الأميركيَين كنت برادلي ونانسي رايتبول اللذين اصيبا بمرض ايبولا لدى عملهما في جمعية «ساماريتانز بورس» الخيرية غرب افريقيا، جدلاً إذ اعتبر خبراء اميركيون ان «القرار مبرر اخلاقياً، خصوصاً ان برادلي ورايتبول ابديا تحسناً منذ تلقي العقار»، فيما اشار آخرون الى ان استخدامه غير مضمون، وشككوا في مدى الانصاف بتقديمه اولاً وحصراً الى الأميركيين الاثنين المصابين بالعدوى. وقال مدير مركز الاخلاقيات البيولوجية في جامعة «جورجتاون» كيفن دونوفان: «حين ترتفع نسبة الوفيات قد تبدو الضغوط قاهرة، لكن يجب ان نتذكر ان الأدوية التي لم تخضع لتجربة قد تكون مؤذية، والمريضان اللذان يملكان خبرة طبية وضعا نفسيهما بالتأكيد في صلب الخطر». اما آرثر كابلان، مدير قسم الاخلاقيات الطبية في جامعة نيويورك فشدد على انه «رغم ظهور تحسن على المريضين الأميركيين، لا يزال ثبوت فائدة الدواء بعيداً جداً، والخطة الاخلاقية تتمثل في مضاعفة الجهود لوقف انتشار المرض بالوقاية». ومعلوم ان ضحايا كثيرين هم عاملون في القطاع الصحي وأطباء افارقة التقطوا الفيروس خلال معالجتهم مرضى. وتوفي اهم طبيب اختصاصي بإيبولا في سيراليون، عمر خان، في 29 تموز (يوليو) الماضي. ودعت منظمة الصحة العالمية الى اجتماع خاص الاسبوع المقبل لبحث إذا كان استخدام الدواء التجريبي الذي لا يزال في مرحلة تطوير مبكرة جداً «يستحق المخاطرة»، خصوصاً انه أختبر على قرود فقط، ولم ينتج بكميات كبيرة. وفور ورود خبر تحسن الوضع الصحي للأميركييَين، اعلنت نيجيريا حيث رصدت سبع اصابات بالمرض في اراضيها، انه تجري محادثات مع المركز الأميركي لضبط الأمراض في شأن امكان الحصول على «زيماب». كما حض ثلاثة خبراء بالمرض بينهم بيتر بايوت الذي شارك في اكتشاف الفيروس عام 1976 ويشغل حالياً منصب مدير كلية لندن لعلم الصحة والطب الاستوائي، على توفير الدواء في شكل اوسع. وكتبت صحيفة «لوس انجليس تايمز»: «لو انتشر ايبولا في دول غربية، لكانت سلطات الصحة العامة منحت على الأرجح المرضى المعرضين له أدوية او لقاحات تجريبية. والآن يجب ان تحصل الدول الأفريقية التي تشهد انتشاراً واسعاً لإيبولا على الفرصة ذاتها». واكدت شركة «ماب فارماسوتيكالز» الأميركية التي تطور الدواء ان اي قرار باستخدامه يجب ان يتخذه الاطباء المعالجون من ضمن ارشادات تنظيمية، مضيفة انها تعمل على انتاجه بكمية أكبر. لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما صرح اول من امس بأن «الدول الأكثر تضرراً من الفيروس يجب ان تركز على اجراءات مثبتة على مستوى الصحة العامة، بدلاً من ادوية لم تخضع لتجارب. واضاف: «سأواصل جمع المعلومات حول ما نتعلمه في شأن تطوير هذه العقاقير». ورفعت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) مستوى الانذار الصحي الى الدرجة 1، الأعلى، لمواجهة فيروس ايبولا في شكل افضل. وقال الناطق باسمها توم سكينر: يسمح الاجراء بتحريك موارد كل الوكالة للاستجابة لهذه الأزمة»، علماً ان درجة الانذار القصوى اعلنت للمرة الأخيرة في 2009 لمواجهة وباء انفلونزا «اتش 1 ان 1».